التهاب الجيوب الأنفية الحاد - الأعراض

التهاب الجيوب الأنفية الحاد ليس مجرد آفة موضعية، بل هو مرض يصيب الجسم بأكمله، ويتفاعل معه العديد من الأجهزة والأعضاء. ومن مظاهر رد الفعل العام لالتهاب الجيوب الأنفية، على وجه الخصوص، ارتفاع درجة الحرارة وتغيرات الدم النمطية (في الحالات الحادة وتفاقم التهاب الجيوب الأنفية المزمن)، بالإضافة إلى الشعور بالضيق العام والضعف والصداع. ونظرًا لأن هذه الأعراض تصاحب أيضًا التهابات بؤرية أخرى، فإن المظاهر الموضعية للالتهاب تكتسب أهمية أساسية في تشخيص التهاب الجيوب الأنفية.

الشكاوى الأكثر شيوعا مع التهاب الجيوب الأنفية هي: الصداع، وصعوبة التنفس عن طريق الأنف، وإفرازات غير طبيعية من الأنف والبلعوم الأنفي، واضطرابات الشم.

يُعد الصداع أحد الأعراض الرئيسية لالتهاب الجيوب الأنفية الحاد والمزمن. ويُفسر حدوثه بتأثير العملية الالتهابية على أغشية الدماغ، وذلك بسبب القرب التشريحي للجيوب الأنفية من تجويف الجمجمة، ووجود اتصالات واسعة بين الأنظمة الوعائية واللمفاوية والعصبية لتجويف الأنف والجيوب الأنفية والسحايا. ومع ذلك، فرغم الالتهاب القيحي لجيب واحد أو أكثر، قد لا يُلاحظ الصداع أحيانًا، خاصةً إذا كان هناك تدفق جيد للإفرازات عبر النواسير الطبيعية. عادةً ما يكون الصداع المصاحب لالتهاب الجيوب الأنفية منتشرًا. ومع ذلك، مع وجود التهاب أكثر وضوحًا في أحد الجيوب الأنفية، قد يكون الصداع موضعيًا، وهو سمة مميزة لإصابة هذا الجيب.

يمكن أن يكون ضعف التنفس الأنفي الناتج عن التهاب الجيوب الأنفية دوريًا أو دائمًا، أحادي الجانب أو ثنائي الجانب، وينتج عن انسداد الممرات الأنفية بسبب وذمة أو تضخم الغشاء المخاطي، أو سلائل، أو إفرازات مرضية. في التهاب الجيوب الأنفية أحادي الجانب، عادةً ما يرتبط صعوبة التنفس الأنفي بالجانب المصاب. في التهاب الجيوب الأنفية التحسسي والحركي الوعائي، غالبًا ما يُلاحظ انسداد متناوب في أحد نصفي الأنف أو الآخر.

يمكن أن تكون الإفرازات الأنفية المرضية، بالإضافة إلى صعوبة التنفس الأنفي، مؤقتة ودائمة، أحادية الجانب أو ثنائية الجانب. عادةً ما تتزامن زيادة كمية الإفرازات مع تفاقم العملية الالتهابية في الجيوب الأنفية، ولكن في حال ضعف تدفق الإفرازات من التجويف الأنفي، فقد لا يحدث هذا التوافق. غالبًا ما يُشير المرضى إلى تدفق الإفرازات إلى البلعوم الأنفي، وهو ما يحدث عادةً مع أمراض الجيب الوتدي والخلايا الخلفية للمتاهة الغربالية.

أثناء الفحص الخارجي، يُلاحظ تورم في الأنسجة الرخوة للوجه عند بروز أحد الجيوب الأنفية، وهو ما يحدث في حالات التهاب الجيوب الأنفية الحاد الشديد أو تفاقم التهاب الجيوب الأنفية المزمن نتيجةً لإصابة السمحاق. في بعض الحالات، لا يتجلى تطور التهاب السمحاق إلا بالألم عند جس الجدران الأمامية للجيوب الأنفية.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]، [ 7 ]