ألم الرئة مع الجري

يجب أن يدفع ألم الرئتين أثناء الجري أو ركوب الدراجات الرياضي إلى التوقف عن التدريب وبذل قصارى جهده لتحديد سبب هذا الألم دون ذعر. غالبًا ما تكشف الأحمال المكثفة عن أمراض خطيرة لم يكن الشخص يشتبه بها سابقًا. وليس من قبيل الصدفة إجراء اختبارات الإجهاد في العيادات (على دراجة التمرين أو جهاز المشي)، مما يسمح للطبيب باكتشاف مشاكل القلب الخفية لدى المريض.

قد يشير ألم الرئة أثناء التدريب الرياضي، أو صعوبة التنفس، أو السعال، إلى مرض في غشاء الجنب، أو منطقة التامور، أو المنصف. ويمكن أن تكون نوبات الألم حادة أو خفيفة.

إذا شعرتَ بألم في الرئة أثناء التدريب، فأجرِ أولًا فحصًا خارجيًا أوليًا مستقلًا بأصابعك - حاول تحسس موضع الألم بالضغط الخفيف والحركات الدقيقة. إذا تمكنتَ من تحديد موقع المرض، فمن المرجح أن يكون السبب تشنجًا عضليًا أو انضغاطًا في النهايات العصبية. يحدث هذا للأشخاص غير المدربين الذين يتعرضون لضغط غير عادي: فمع التنفس الشديد، تتقلص العضلات بشكل متكرر، مما يؤدي إلى حدوث تشنج وانضغاط في النهايات العصبية.

إذا كنت تعاني من ألم في الصدر أو دوخة، فالمشكلة على الأرجح أكثر خطورة. على أي حال، يجب عليك استشارة الطبيب فورًا لتحديد سبب الألم.

[ 1 ]، [ 2 ]

الأسباب الرئيسية لألم الرئة أثناء الجري

• أحيانًا يحدث ألم في الرئتين عند الجري نتيجة التهاب الغشاء الذي يبطن تجويف الصدر من الداخل ويغطي الرئتين. يُسمى هذا المرض بالتهاب الجنبة الجاف. يمكن أن يكون سبب التهاب الجنبة الجاف أمراضًا مختلفة، ولكنه غالبًا ما يكون التهابًا رئويًا. يتميز المرض بانخفاض الألم لدى المريض إذا كان في وضع قسري - مستلقيًا على الجانب المصاب. غالبًا ما تكون درجة حرارة الجسم في هذه الحالة أقل من المعدل الطبيعي، وأحيانًا يكون هناك قشعريرة وتعرق ليلي وزيادة الضعف. أثناء الفحص الخارجي، من الممكن اكتشاف ضعف في الحركة التنفسية للجانب المصاب من الصدر. عند الفحص باستخدام سماعة الطبيب - على خلفية صوت قرع ثابت، يمكن سماع ضجيج احتكاك جنبي.

في هذه الحالة، سوف يكون طبيبك العام أو طبيب العائلة قادرًا على تشخيص حالتك ووصف العلاج الصحيح.

• ألم في الرئتين عند الجري، وصعوبة في حركة الصدر، قد يُلاحظان مع اضطرابات وظيفية في العمود الفقري الصدري أو القفص الصدري. قد يكون السبب هو تنخر العظم الغضروفي الصدري.

يمكن تشخيص هذا المرض بالجس واكتشاف ألم موضعي في منطقة العصب الشوكي. سيتمكن طبيب الأعصاب من إعطائك التشخيص الصحيح في هذه الحالة.

• في حالة التهاب التامور الجاف (تلف الغشاء المصلي للقلب)، يُلاحظ ألم في الصدر أثناء الشهيق والحركة، ما يؤدي إلى انخفاض عمق تنفس المريض، مما يزيد من ضيق التنفس. يعاني مرضى التهاب التامور من ألم يتراوح بين الخفيف والشديد.

يمكن لطبيب القلب أن يساعدك في هذه الحالة.

• قد يكون سبب الألم عند الجري أو ممارسة التمارين الرياضية الأخرى هو قصر الرباط الجنبي. في هذه الحالة، يعاني المريض من سعال منتظم، يزداد عند التحدث أو ممارسة الرياضة أو أخذ نفس عميق، كما يعاني من آلام طعن. يتكون الرباط الجنبي من التقاء الجنبة الحشوية والجدارية في منطقة جذر الرئة. ينزل الرباط ذيليًا على طول الحافة الإنسية للرئتين، ويتفرع في الحجاب الحاجز وزواياه. وظيفته هي توفير مقاومة زنبركية عند انزلاق الحجاب الحاجز. في حالة حدوث عملية التهابية في الصدر، تقصر الأربطة الجنبية، مما يحد من النزوح الذيلي.
• غالبًا ما يخلط المرضى الذين يعانون من ألم في منطقة الرئة بين انضغاط العصب (ألم العصب الوربي) وأمراض الرئة. يتميز ألم العصب الوربي بألم حاد على طول الفراغات بين الأضلاع، يشتد بشدة عند الشهيق.

في هذه الحالة، لا يمكن تشخيص الحالة بدقة إلا من قِبل الطبيب. يُعالج ألم العصب الوربي من قِبل طبيب أعصاب.

• يمكن أن يُسبب المغص الكلوي أيضًا ألمًا في الرئتين عند الجري. في هذا المرض، يكون الألم موضعيًا في المنطقة الشرسوفية والمراق الأيمن، ثم ينتشر في جميع أنحاء البطن. تنتشر نوبات الألم إلى الكتف الأيمن، أسفل لوح الكتف الأيمن، وتزداد حدتها عند الشهيق. كما يُلاحظ ألم عند جس منطقة المرارة. يظهر الألم الموضعي نتيجة الضغط على الفقرات الصدرية في المنطقة X-XII على يمين الجزر الشوكية بإصبعين أو ثلاثة أصابع عرضية.
• تُسبب كسور الأضلاع أيضًا ألمًا شديدًا عند التنفس بصعوبة أو السعال. قد يحدث الكسر نتيجة ضربة أو ضغط قوي على الصدر. في حالة الكسر، يمكن لطبيب إصابات أن يصف العلاج.