متطلبات السوائل

يصعب تقدير الاحتياجات اليومية من السوائل لعامة السكان بسبب الاختلافات الكبيرة في فقدان السوائل بسبب النشاط البدني. تقدر العديد من الكتب المدرسية احتياجات السوائل للأفراد المستقرين بـ 2 لتر/يوم. يمكن تلبية هذا الحد الأدنى من المتطلبات (2 لتر يساوي 8 أكواب/يوم) من خلال مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك الحليب والمشروبات الغازية وعصائر الفاكهة والمشروبات الرياضية والماء والفواكه والحساء وما إلى ذلك. لدى الأفراد النشطين بدنيًا متطلبات يومية من السوائل أعلى بكثير من 2 لتر/يوم. لدى بعض الرياضيين والعمال متطلبات من السوائل أعلى من 10 لتر/يوم. تحدث هذه المتطلبات العالية من السوائل بسبب الحجم الهائل من العرق المفقود أثناء التمرين، والذي يمكن أن يتجاوز أحيانًا 3 لتر/ساعة لدى الرياضيين المدربين جيدًا والمتأقلمين. غالبًا ما لا يقابل هذا الفقد السريع للسوائل حجم مكافئ من تناول السوائل، مما يؤدي إلى الجفاف.

يُطرح السوائل من الجسم دوريًا عن طريق الكلى (البول)، والجهاز الهضمي (البراز)، والغدد العرقية، وبشكل مستمر عن طريق الجهاز التنفسي وعبر الجلد. يتحدد إجمالي كمية السوائل المفقودة يوميًا بالظروف البيئية، وحجم الجسم (ومساحته السطحية)، وكثافة عملية الأيض، وحجم السوائل المفرزة. يبقى فقدان الماء غير المحسوس عبر الجلد ثابتًا نسبيًا، بينما يعتمد فقدان الماء غير المحسوس عبر الجهاز التنفسي على درجة حرارة الجو، والرطوبة النسبية، وحجم التهوية في الرئتين. عند مروره عبر الجهاز التنفسي، يترطب الهواء المستنشق، حيث تصل رطوبته النسبية إلى 100% (يبلغ ضغط البخار 47 ملم زئبق). في حالة استنشاق هواء دافئ ورطب، ينخفض فقدان السوائل غير المحسوس بشكل طفيف، لأن الهواء المستنشق يحتوي بالفعل على بخار الماء. لدى الرياضيين والعمال، يكون فقدان السوائل غير المحسوس عبر الجهاز التنفسي أكبر بسبب الزيادة العامة في شدة التنفس المصاحبة للمجهود البدني. يحتوي الهواء المُستنشق أثناء التمارين الباردة على بخار ماء قليل نسبيًا، ولذلك يُسخّن ويُرطب عند مروره عبر الجهاز التنفسي، مما يُسبب فقدانًا إضافيًا للرطوبة. لذلك، من المهم تذكر أنه حتى في ظروف العمل الباردة، قد يكون فقدان السوائل عبر الغدد العرقية والجهاز التنفسي مرتفعًا جدًا.

تكون كميات السوائل المفقودة مع البول لدى الرياضيين والعمال أقل منها لدى الأشخاص قليلي الحركة، بل وأقل في الطقس الحار، إذ يحاول الجسم الاحتفاظ بالسوائل. يؤدي النشاط البدني إلى تقليل التبول، إذ تحاول الكلى الاحتفاظ بالماء والصوديوم لتعويض الفاقد مع العرق.

حتى بدون ممارسة الرياضة، يبلغ متوسط فقدان السوائل اليومي 2-3 لترات على الأقل. إذا تدرب الرياضيون أو تنافسوا في درجات حرارة عالية، فإن احتياجاتهم اليومية من السوائل تكون عالية. على سبيل المثال، يمكن للرياضي الذي يتدرب لمدة ساعتين يوميًا أن يفقد 4 لترات إضافية من السوائل بسهولة، مما يزيد من احتياجاته اليومية من السوائل إلى 6-7 لترات. يمارس الكثير من الناس نشاطًا لأكثر من ساعتين يوميًا، مما يزيد من احتياجاتهم من السوائل. تُسبب هذه الخسائر ضغطًا على نظام تنظيم السوائل، فيصبح العطش مؤشرًا غير كافٍ على تناول السوائل، ويؤدي إلى الجفاف.

[ 1 ]، [ 2 ]