قد يزيد زيت السمك من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية في وقت مبكر

قد يؤدي الاستخدام المنتظم لمكملات زيت السمك إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب الأولية والسكتة الدماغية لدى الأشخاص الذين يتمتعون بصحة قلبية وعائية جيدة، ولكنه يبطئ من تطور مشاكل القلب والأوعية الدموية الموجودة ويقلل من خطر الوفاة. هذه هي نتائج دراسة طويلة الأمد نُشرت في BMJ Medicine.

زيت السمك غني بأحماض أوميجا 3 الدهنية ويُنصح به كإجراء غذائي للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، فإن البيانات المتعلقة بدرجة حمايته غامضة، كما أوضح الباحثون.

لتعزيز قاعدة الأدلة، سعى الباحثون إلى تقييم العلاقة بين مكملات زيت السمك وحالات جديدة من الرجفان الأذيني؛ احتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية وقصور القلب؛ والوفيات من أي سبب لدى أولئك الذين لا يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية المعروفة.

لقد قاموا بتقييم الدور المحتمل لهذه المكملات الغذائية في خطر التقدم من صحة القلب والأوعية الدموية الجيدة (المرحلة الأولية) إلى الرجفان الأذيني (المرحلة الثانوية)، إلى الأحداث القلبية الوعائية الكبرى مثل احتشاء عضلة القلب (المرحلة الثالثة)، وإلى الوفاة (المرحلة النهائية).

استخدم الباحثون بيانات من 415737 مشاركًا في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة (55٪ من النساء)، تتراوح أعمارهم بين 40 و 69 عامًا، والذين تمت مقابلتهم بين عامي 2006 و 2010 لجمع المعلومات الأساسية. وشمل ذلك استهلاكهم المعتاد للأسماك الدهنية والخالية من الدهون ومكملات زيت السمك.

تم تتبع صحة المشاركين حتى نهاية مارس 2021 أو حتى وفاتهم، أيهما حدث أولاً، باستخدام بيانات السجلات الطبية.

قال ما يقرب من ثلث المشاركين (130365؛ 31.5٪) إنهم يستخدمون مكملات زيت السمك بانتظام. شملت هذه المجموعة نسبة أعلى من كبار السن والأشخاص البيض، وكذلك النساء. وكان استهلاك الكحول ونسبة الأسماك الدهنية إلى الخالية من الدهون أعلى أيضًا، في حين كانت نسبة المدخنين وأولئك الذين يعيشون في المناطق المحرومة أقل.

خلال فترة متابعة متوسطة دامت ما يقرب من 12 عامًا، أصيب 18367 مشاركًا بالرجفان الأذيني، وأصيب 22636 بنوبة قلبية/سكتة دماغية أو قصور في القلب، وتوفي 22140 شخصًا - 14902 منهم بدون رجفان أذيني أو أمراض قلبية وعائية خطيرة.

من بين أولئك الذين تطوروا من صحة القلب والأوعية الدموية الجيدة إلى الرجفان الأذيني، أصيب 3085 شخصًا بقصور في القلب، وأصيب 1180 شخصًا بسكتة دماغية، وأصيب 1415 شخصًا بنوبة قلبية. من بين أولئك الذين يعانون من قصور القلب، توفي 2436، كما توفي 2088 من أولئك الذين أصيبوا بسكتة دماغية و2098 من أولئك الذين أصيبوا بنوبة قلبية.

وفقًا لنتائج الدراسة، كان للاستخدام المنتظم لمكملات زيت السمك أدوارًا مختلفة في صحة القلب والأوعية الدموية وتطور المرض والوفاة.

بالنسبة لأولئك الذين لا يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية المعروفة في البداية، ارتبط الاستخدام المنتظم لمكملات زيت السمك بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 13٪ وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 5٪.

ومع ذلك، بين أولئك الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية في البداية، ارتبط الاستخدام المنتظم لمكملات زيت السمك بانخفاض خطر الإصابة بالرجفان الأذيني إلى النوبة القلبية بنسبة 15٪ وانخفاض خطر الإصابة بالوفاة من قصور القلب بنسبة 9٪.

وجد تحليل أكثر تعمقًا أن العمر والجنس والتدخين واستهلاك الأسماك الخالية من الدهون وارتفاع ضغط الدم واستخدام الستاتينات والأدوية الخافضة لضغط الدم تعدل الارتباطات الملاحظة.

كان الاستخدام المنتظم لمكملات زيت السمك وخطر الانتقال من الصحة الجيدة إلى النوبة القلبية أو السكتة الدماغية أو قصور القلب أعلى بنسبة 6٪ لدى النساء وأعلى بنسبة 6٪ لدى غير المدخنين. كان التأثير الوقائي لهذه المكملات على الانتقال من الصحة الجيدة إلى الموت أعظم لدى الرجال (انخفاض المخاطر بنسبة 7٪) والمشاركين الأكبر سنًا (انخفاض المخاطر بنسبة 11٪).

كما لاحظ الباحثون، هذه دراسة مراقبة، لذلك لا يمكن استخلاص استنتاجات حول العوامل السببية. لم تتوفر أي معلومات ذات صلة محتملة بشأن جرعة أو تركيبة مكملات زيت السمك. ولأن معظم المشاركين كانوا من البيض، فقد لا تنطبق النتائج على الأشخاص من مجموعات عرقية أخرى.

لكنهم خلصوا إلى: "قد يكون للاستخدام المنتظم لمكملات زيت السمك أدوارًا مختلفة في تطور أمراض القلب والأوعية الدموية. "إننا في حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد الآليات الدقيقة وراء تطور وتشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية مع الاستخدام المنتظم لمكملات زيت السمك."