الجدار الجليدي سيساعد في وقف الإشعاع من فوكوشيما

فوكوشيما هي محطة طاقة نووية يابانية اكتسبت سمعة سيئة في جميع أنحاء العالم بعد الحادث الذي وقع نتيجة للزلزال القوي والتسونامي الذي ضرب اليابان في عام 2011. واليوم، تتمثل إحدى المشاكل الرئيسية لمحطة الطاقة في خطر تسرب المياه الملوثة بمواد سامة، وتعتزم الحكومة اليابانية تعزيز التدابير لمنع انتشار الإشعاع.

ولحجب المياه الملوثة بالإشعاعات، سيتم تشييد جدار جليدي تحت الأرض، والذي سيحيط بمحطة الطاقة النووية بالكامل. ووفقاً للخبراء، فإن هذا من شأنه أن يبطئ انتشار المياه الملوثة بشكل كبير.

قد يبدو جدار الجليد، وخاصة إذا تم بناؤه تحت الأرض، وكأنه خيال علمي للوهلة الأولى، لكنه في الواقع يمثل تقنية طورها المهندسون لحفر الأنفاق واستخراج المعادن، على الرغم من أن حجم مثل هذا الجدار كان أصغر بكثير في البداية.

الفكرة وراء الجدار هي ضخ محلول ملحي متجمد عبر أنابيب تحت الأرض، وهي الطريقة التي من شأنها تجميد التربة وإغلاق أربعة مفاعلات نووية تضررت بسبب كارثة طبيعية.

أظهرت عينات المياه الأخيرة مستويات مرتفعة من الإشعاع، مع العثور على مستويات عالية من المواد السامة ليس فقط بالقرب من المفاعلات النووية ولكن أيضًا بالقرب من الساحل الغربي للولايات المتحدة، مما يشير إلى أن المواد المشعة تتسرب باستمرار من محطة الطاقة النووية المتضررة.

ملأ عمال محطة فوكوشيما للطاقة النووية خزانات فولاذية محكمة الغلق، مُصممة خصيصًا لهذا الغرض، بأطنان من مياه المفاعلات، ولكن لا تزال هناك أماكن يصعب على البشر الوصول إليها، نظرًا لمستويات الإشعاع المرتفعة في بعض المناطق، وحتى روبوتات الأبحاث تتعطل هناك بسبب احتراق الأسلاك. تتدفق المياه الجوفية يوميًا إلى المفاعلات، مما يؤدي إلى تسرب المواد السامة إلى البحر وتهديد جميع الكائنات الحية على الكوكب، لذا يجب حل هذه المشكلة في المستقبل القريب.

بدأ بناء الجدار الجليدي قبل عامين، وهو الآن في مراحله النهائية. وقد وافقت هيئة تنظيم الطاقة النووية على المشروع، ومن المقرر أن يبدأ في الأيام المقبلة. ويمثل إطلاق المشروع بداية الإجراءات التي تعتزم الحكومة اليابانية اتخاذها لإغلاق المفاعلات الأربعة المعطلة في محطة فوكوشيما للطاقة النووية.

لن يُطلق الجدار دفعةً واحدة، بل على عدة مراحل، تُمثل المرحلة الأولى منها أكثر من 90% من العملية برمتها. ووفقًا لمشغل محطة الطاقة النووية، فإن وجود فجوة في الجدار سيمنع تسرب المياه الملوثة من المفاعل، مما يمنع انخفاض مستوى المياه الجوفية عن المستوى المخطط له. ولن يُركّب جدار صلب حول المفاعلات الأربعة لمحطة فوكوشيما للطاقة النووية إلا بعد إثبات فعالية المرحلة الأولى (وفقًا للحسابات الأولية، من المفترض أن ينخفض تدفق المياه الجوفية إلى النصف) والحصول على الإذن المناسب لإطلاق المراحل المتبقية. لا توجد جداول زمنية محددة بوضوح في الوقت الحالي، ولكن من المتوقع أن يتم الإطلاق الكامل لمشروع الجدار الجليدي خلال هذا العام.