البولي فينيل كلوريد الفينيل واللدائن الدقيقة الأخرى الموجودة في الشرايين المسدودة

تصلب الشرايين هو مرض قلبي وعائي يحدث عندما تصبح الجدران الداخلية للشرايين مسدودة بتراكمات الكوليسترول والدهون المعروفة باسم اللويحات التصلبية.

ويقدر الباحثون أن حوالي 50% من جميع الوفيات في المجتمع الغربي ناجمة عن هذه الحالة.

الأشخاص المصابون بتصلب الشرايين أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل عام، مثل مرض الشريان التاجي. كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى مثل داء السكري وأمراض الكلى والسمنة.

والآن اكتشف باحثون من جامعة كامبانيا لويجي فانفيتيلي في إيطاليا مشكلة محتملة أخرى تتعلق باللويحات الشريانية - وهي وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة فيها.

ووجد الباحثون أيضًا أن الأشخاص الذين لديهم جزيئات بلاستيكية دقيقة في لويحات الشرايين كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو الوفاة بنسبة 4.5 مرة في غضون 34 شهرًا من جراحة إزالة اللويحات مقارنة بأولئك الذين لا توجد بلاستيك في لويحاتهم.

ما هي المواد البلاستيكية الدقيقة؟

تعتبر القطع الصغيرة من البلاستيك التي يقل طولها عن 5 ملليمترات عبارة عن جسيمات بلاستيكية دقيقة.

" البلاستيك الدقيق هو جزيئات بلاستيكية صغيرة يتم تصنيعها - مثل الخرز الدقيق والبريق - أو تتشكل عن طريق تحلل المنتجات البلاستيكية، مثل الملابس ومواد التغليف الغذائية، في البيئة"، أوضحت ريبيكا فوكو، مديرة الاتصالات العلمية في معهد العلوم والسياسة الخضراء، والتي لم تشارك في الدراسة.

وأشارت إلى أنه "يمكننا امتصاصها من خلال الطعام والماء، واستنشاقها من الهواء، وامتصاصها من خلال الجلد".

تشير الدراسات السابقة إلى أن البشر والحيوانات يمكن أن يتعرضوا للجسيمات البلاستيكية الدقيقة من خلال مياه الصنبور الملوثة والمياه المعبأةوالأسماك وأملاح الطعام والعسل .

ربطت دراسات سابقة بين وجود البلاستيك الدقيق في الجسم وزيادة خطر اختلال الهرمونات واضطراب المناعة والتأثيرات السلبية على البكتيريا المعوية أ.

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة وصحة القلب والأوعية الدموية

وبحسب الدكتور رافاييل مارفيلا ، أستاذ في قسم العلوم الطبية والجراحية بجامعة كامبانيا لويجي فانفيتيلي والمؤلف الرئيسي للدراسة الحالية، فقد لاحظت العديد من الدراسات وجود البلاستيك الدقيق والنانوي في الأنسجة البشرية، ولكن حتى الآن هذه هي الملاحظة الأولى لارتباطها بأمراض القلب والأوعية الدموية.

قال مارفيلا: "جاء الاهتمام من بحثنا المتعلق بدراسة تصلب الشرايين. وتحديدًا، دفعتنا زيادة حالات أمراض القلب والأوعية الدموية لدى المرضى الذين لا يعانون من عوامل خطر أو لديهم عوامل خطر قليلة إلى دراسة والبحث عن حالات أخرى قد تؤثر على تطور تصلب الشرايين، وبالتالي على حالات أمراض القلب والأوعية الدموية."

في هذا السياق، فكرنا في التلوث، وخاصةً الكميات الهائلة من البلاستيك التي تلوث كوكبنا، وتابع قائلًا: "لذلك تساءلنا أولًا عما إذا كان البلاستيك، على شكل جزيئات بلاستيكية دقيقة أو نانوية، قد يُلحق الضرر بشراييننا، وما إذا كان وجود هذه المادة الخاملة بيولوجيًا قد يُؤثر على صحة أوعيتنا الدموية".

تم العثور على جزيئات بلاستيكية دقيقة قابلة للقياس في 60% من اللويحات المدروسة

في هذه الدراسة، قام مارفيلا وفريقه بتجنيد 304 أشخاص خضعوا لاستئصال بطانة الشريان السباتي. فحص العلماء لويحات الأوعية الدموية المُزالة بحثًا عن وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة ونانوية.

وجد الباحثون كميات قابلة للقياس من البولي إيثيلين في لويحات حوالي 60% من المشاركين في الدراسة. كما وجدوا كلوريد البولي فينيل في لويحات 12% منهم.

خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفاة أعلى بـ 4.5 مرة

نجح الباحثون أيضًا في تتبع 257 مشاركًا في الدراسة لمدة 34 شهرًا. ووجدوا أن المشاركين الذين احتوت لويحاتهم على جزيئات بلاستيكية دقيقة كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو الوفاة بمقدار 4.5 مرات خلال 34 شهرًا بعد جراحة إزالة اللويحات، مقارنةً بمن لم تُحتوى لويحاتهم على جزيئات بلاستيكية.

آمل أن تُحفّز الرسالة المُقلقة التي حملتها دراستنا وعي المواطنين، وخاصةً الحكومات، ليُدركوا أخيرًا أهمية صحة كوكبنا. واقترح أن نصيغ شعارًا يُوحّد الحاجة إلى صحة الإنسان والكوكب، وهو: "الخلو من البلاستيك صحيٌّ للقلب والأرض".

نُشرت الدراسة في مجلة نيو إنجلاند الطبية