المبيدات الحشرية أكثر خطورة على الأطفال من دخان التبغ

في معهد أبحاث ولاية كاليفورنيا الأمريكية، اكتشف فريق من العلماء أن المبيدات الحشرية خطيرة للغاية على أجسام الأطفال، وأن تأثير المواد الكيميائية السامة أكثر تدميراً من تأثير دخان التبغ.

في بحثهم، حلل الخبراء صحة حوالي 300 طفل تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات. جميع الأطفال الذين شاركوا في الدراسة يعيشون في وادي ساليناس، حيث يزرعون الخضراوات بشكل رئيسي، وتكثر المزارع هناك، لذا تُعتبر هذه المنطقة من المناطق الزراعية المنتجة في كاليفورنيا.

لقد ثبت منذ فترة طويلة أن المبيدات الحشرية (المواد الكيميائية التي يستخدمها المزارعون لحماية المحاصيل من الآفات) ضارة جدًا بجسم الإنسان، وتسبب مشاكل صحية مختلفة، بما في ذلك الربو، والاضطرابات الهرمونية، والأمراض العصبية، والسرطان ، والتشوهات الخلقية للجنين.

لكن كما اكتشف العلماء، فإن الأطفال الذين يعيشون بالقرب من الحقول التي تُرشّ فيها المبيدات الحشرية أكثر عرضة للمواد الكيميائية. يحمل الآباء العائدون من العمل مواد سامة على ملابسهم، والتي تنتهي في رئات الأطفال. أظهر الفحص أن الأطفال من وادي ساليناس يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، وأن رئات جميع الأطفال أصغر بنسبة 8% من المعدل الطبيعي.

قام الباحثون بمقارنة التأثيرات على أجسام الأطفال بعد استنشاق دخان التبغ ووجدوا أن الأطفال الذين كانوا محاطين بالمدخنين والذين أجبروا على استنشاق دخان السجائر كانت رئاتهم أصغر بنسبة 4٪.

بالإضافة إلى تأثيرات المبيدات الحشرية على الأطفال، درس العلماء كيفية تأثير المواد الكيميائية على النساء الحوامل ووجدوا أنه بعد التعرض لجرعات عالية من المواد الكيميائية، تصبح النساء أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون من إعاقة عقلية ويعانون من علامات التوحد.

وبعد تلخيص نتائج البحث، حث العلماء الآباء على مراعاة السلامة (ارتداء ملابس مختلفة أثناء العمل في الحقول، وتغيير الملابس عند العودة إلى المنزل، والاستحمام إذا أمكن)، وكذلك حماية أطفالهم من زيارة المجمعات الزراعية.

أُجريت مؤخرًا دراسة أخرى حول صحة الأطفال. وجد العلماء أن عوادم السيارات تُعيق نمو الرئة. وتعاني رئات الأطفال الذين يعيشون في المدن الكبيرة من انخفاض بنسبة 10% في سعتها.

استمرت هذه الدراسة 6 سنوات، قام خلالها العلماء بتحليل حالة وتغيرات رئات أكثر من ألفي طفل من مدارس مختلفة في لندن، وتوصلوا إلى أن مستوى تلوث الهواء يؤثر بشكل مباشر على نمو الرئتين - فكلما زادت المواد الضارة في الغلاف الجوي، تفاقمت حالة الرئتين، وهذا يهدد بمشاكل في الجهاز التنفسي، وخاصةً تطور الربو والتهاب الشعب الهوائية، وما إلى ذلك. كما عُثر على معادن ثقيلة في أجسام المشاركين الصغار في التجربة، والتي تنتقل أيضًا إلى الهواء مع غازات العادم. تجدر الإشارة إلى أن المعادن الثقيلة لا تُطرح عمليًا من الجسم، بل تتراكم في الأنسجة والأعضاء، ويمكن أن تسبب عددًا من المشاكل الصحية الخطيرة.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]