يمكن أن تؤدي الظروف البيئية السيئة إلى الإصابة بداء السكري

أفاد العلماء بأن العوامل الوراثية والبيئية قد تُحفّز تطور مرض السكري من النوع الأول. ووفقًا للخبراء، ستساعد البيانات الجديدة في تفسير سبب الزيادة الحادة في عدد المصابين بالسكري في السنوات الأخيرة.

حوالي عُشر مرضى السكري يحملون النوع الأول (الأندر من المرض). في هذه الحالة، لا يحدث المرض نتيجة اضطرابات أيضية، بل نتيجة تدمير خلايا البنكرياس المُنتجة للأنسولين. في داء السكري من النوع الأول ، تبدأ خلايا البنكرياس بمهاجمة مناعة الشخص نفسه، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يموت أكثر من 100 ألف شخص بسبب هذا النوع من السكري سنويًا في العالم.

يعاني حوالي 30 مليون شخص حول العالم من هذا النوع من السكري، ويزداد انتشاره حاليًا، ولا يعرف العلماء كيفية إيقافه. يحتاج مرضى النوع الأول إلى حقن الأنسولين بانتظام.

وجد متخصصون من جامعة كامبريدج أن عدد مرضى داء السكري من النوع الأول قد ازداد بشكل حاد في السنوات الأخيرة، ويؤكد العلماء أن تطور المرض لا يرتبط بالوراثة فحسب. وحسب افتراض علماء الأحياء، قد تكون البيئة أحد العوامل المسببة للمرض. وقد ينعكس الوضع البيئي في المنطقة في التركيب البروتيني للجينات.

فحص المتخصصون توأمين متطابقين، أحدهما مصاب بداء السكري من النوع الأول. لم يجد العلماء أي تغيرات في الحمض النووي، ولكن لوحظت اضطرابات في الغلاف البروتيني، مما أدى إلى تغير نشاط العديد من الجينات. ولاحظ الباحثون أن هذا النشاط غالبًا ما يُسبب تطور أمراض الأورام.

لطالما كان من المُسلّم به أن داء السكري من النوع الأول مرض وراثي، ولكن في المناطق المُلوثة بيئيًا، تُسجّل معدلات عالية من داء السكري المُعتمد على الأنسولين. حتى الآن، لم يتمكّن العلماء من فهم سبب بدء الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا البنكرياس، وما هي آلية تغيير غلاف الحمض النووي في داء السكري، ولكن تمّ تحقيق بعض النجاح في إيجاد أدوية. في جامعة ملبورن، درست مجموعة من العلماء سمّ حلزون البحر، ووجدوا أن الأنسولين المُستخلص منه يُمكنه تنظيم مستويات السكر في الدم؛ وبينما أجرى العلماء أبحاثًا على الأسماك، من المُحتمل وجود الآلية نفسها لدى البشر. يتميز الأنسولين المُستخلص من سمّ حلزون البحر ببنية ثلاثية الأبعاد غير عادية، ويثق الخبراء بإمكانية تطوير نسخة اصطناعية من هرمون البنكرياس مُناسبة للبشر. على عكس الأنسولين المُستخدم حاليًا، يعمل الأنسولين الاصطناعي فورًا بعد تناوله (تتطلب الأدوية الحديثة من 15 إلى 20 دقيقة). يعتقد العلماء أن الأنسولين المستخلص من سم الحلزون البحري مناسب لمرضى السكري من النوع الأول والثاني، وكذلك للنساء الحوامل المصابات بسكري الحمل.

ويخطط العلماء لمواصلة دراسة سم الحلزون البحري، حيث أنهم على ثقة بأن هذا سوف يساهم بشكل كبير في تقدم البحث عن أدوية وطرق جديدة لعلاج مرض السكري.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]