دراسة تمهد الطريق لعقار نشط لالتهاب الكبد E

لا توجد حاليًا أي مادة فعالة محددة ضد التهاب الكبد الوبائي E. ولأن هذا المرض يقتل 70 ألف شخص سنويًا، يبحث الباحثون بنشاط عن علاج له. ولعل فريقًا من قسم علم الفيروسات الجزيئي والطبي بجامعة الرور في بوخوم، ألمانيا، قد وجد ضالته.

أظهر الباحثون أن المركب K11777 يمنع الفيروس من الخروج من غلافه عن طريق شق الغلاف الفيروسي في الخلايا المضيفة. هذا يعني أن الفيروس لم يعد قادرًا على إصابة الخلايا. تقول مارا كلين، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "يُختبر المركب بالفعل في تجارب سريرية ضد فيروسات أخرى، مثل فيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2). لا يزال أمامنا الكثير من العمل لمعرفة ما إذا كان يمكن استخدامه كمادة فعالة ضد التهاب الكبد الوبائي E ، ولكن هذه خطوة أولى".

ونشر الباحثون نتائجهم في مجلة Hepatology.

المساعدة من الخلية المضيفة

لإصابة عضو ما، تحتاج الفيروسات إلى مساعدة من خلايا العائل. يوضح كلين: "النهج الفعال هو تحديد أهداف في العائل يمكن التلاعب بها بالأدوية بحيث تتوقف عن أداء هذه الوظيفة المساعدة".

وتعرف الباحثون على مركب K11777 بطريقة غير مباشرة: فخلال دراسة تحكم أجريت كجزء من دراسة زراعة خلايا التهاب الكبد الوبائي سي باستخدام مكون نشط معروف، وجدوا أن هذا المكون النشط كان فعالاً أيضاً ضد التهاب الكبد الوبائي إي.

مع ذلك، لم يتبع الدواء نفس المسار المُتبع مع فيروس التهاب الكبد الوبائي سي، لأن فيروس التهاب الكبد الوبائي إي لا يمتلك بنيةً مستهدفةً تُوجَّه إليها المادة الفعالة، كما يوضح كلين. وهذا يُشير إلى أن الدواء قد يؤثر على خلايا المضيف.

قام الفريق بتضييق نطاق الهياكل المستهدفة المحتملة، وركز على الكاثيبسينات، القادرة على معالجة البروتينات، أي تحليلها. يثبط K11777 أنواعًا عديدة من الكاثيبسينات، أي يعيق وظيفتها. وأظهرت اختبارات زراعة الخلايا على خلايا الكبد البشرية أن المركب يمنع بالفعل الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي E.

في تجارب لاحقة، أثبتنا فرضيتنا القائلة بأن هذا المركب يمنع الكاثيبسين إل من شقّ الغلاف الفيروسي وفتحه، كما يقول كلين. "هذا يعني أن الفيروس لم يعد قادرًا على إصابة الخلايا المضيفة."

التهاب الكبد الوبائي هـ

يُعد فيروس التهاب الكبد الوبائي E (HEV) السبب الرئيسي لالتهاب الكبد الفيروسي الحاد. ويموت حوالي 70,000 شخص بسبب هذا المرض سنويًا. وقد مرّ أكثر من 50 عامًا على أول تفشٍّ وبائي مُوثّق في عامي 1955 و1956 قبل أن يبدأ الباحثون بدراسة المشكلة بعمق.

عادةً ما تشفى العدوى الحادة تلقائيًا لدى المرضى ذوي جهاز المناعة السليم. أما لدى المرضى ذوي جهاز المناعة الضعيف أو المثبط، مثل متلقي زراعة الأعضاء أو المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، فقد يصبح فيروس التهاب الكبد الوبائي مزمنًا. كما يُشكل فيروس التهاب الكبد الوبائي تهديدًا خطيرًا للنساء الحوامل. لا توجد حاليًا أي لقاحات أو مواد فعالة محددة ضد الفيروس.