زراعة الأعضاء: الأشخاص غير مستعدين للتخلي عن أعضائهم

حذّرت مؤسسة خيرية بريطانية رائدة من أن قوائم انتظار المتبرعين لن تُختصر ما لم تتغير المواقف العامة. تشير الأبحاث إلى أن معظم الناس سيقبلون بتبرع الأعضاء عند الحاجة، لكن قلة قليلة منهم مستعدة للتبرع بأعضائها.

تم توفير البيانات من قِبل مركز أبحاث الكلى البريطاني الرائد، "أبحاث الكلى في المملكة المتحدة". أُجري الاستطلاع لتقييم الرأي العام ومواقفه تجاه قضايا التبرع وزراعة الأعضاء.

وتظهر نتائج الاستطلاع أن 87% من الأشخاص في المملكة المتحدة يوافقون على إجراء عملية زرع أعضاء إذا احتاجوا إليها، ولكن عددا أقل بكثير من الأشخاص على استعداد "لمشاركة" أعضائهم حتى بعد الوفاة.

يعاني حوالي 50,000 شخص في المملكة المتحدة من الفشل الكلوي. من بينهم 7,000 شخص على قوائم انتظار زراعة الكلى، أي ما يعادل 90% من إجمالي المرضى على قوائم انتظار هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

نظراً لارتفاع خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، بالإضافة إلى عملية الشيخوخة الطبيعية، من المتوقع أن يستمر الطلب على التبرع بالأعضاء في الازدياد. ومرة أخرى، سيتجاوز الطلب العرض.

قال البروفيسور تيم جودشيب: "يُعدّ النقص المستمر في أعضاء المتبرعين المشكلة الرئيسية التي تواجه المملكة المتحدة. وهو أمرٌ يُعاني منه بشدة كل من ينتظر زراعة الأعضاء، أو أي شخص مريض". وأضاف: "يبلغ متوسط انتظار زراعة الكلى حوالي ثلاث سنوات. بالإضافة إلى ذلك، ينتظر من يعانون من مضاعفات وفصائل دم نادرة فترات أطول بكثير. في ضوء الأحداث الأخيرة، ندعو الناس إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لقضايا زراعة الأعضاء، فلا أحد بمنأى عن هذا. قد لا تكون أعضاؤك ذات فائدة لك بعد وفاتك، لكنها قد تُنقذ حياة شخص ما".

تخيل أنك شُخِّصتَ بالفشل الكلوي، وأنك تواجه خطر الموت أو البقاء على غسيل الكلى. كل هذا يتوقف على كيفية "سلوك" المرض. الخلاص الوحيد هو زراعة الأعضاء من متبرع. اسأل نفسك: هل ستوافق على هذا لو كنتَ في خطر مميت؟ إذا كانت الإجابة بنعم، ففكِّر في التبرع، لأن أي شخص قد يكون مكان المريض اليوم غدًا، كما اختتم البروفيسور جودشيب.

إن موقف أقارب المتبرع المحتمل من قراره بالغ الأهمية. من المهم جدًا أن يناقش المسجلون في برنامج زراعة الأعضاء رغباتهم مع أقاربهم، لأن الكلمة الفصل في هذا الأمر تعود للعائلة.