لقاح الإنفلونزا يمكن استخدامه للوقاية من مضاعفات فيروس كورونا

لقاحٌ يحمي من الإنفلونزا الموسمية يُمكن أن يحمي الشخص من المضاعفات الخطيرة لكوفيد-19. هذا ما أكّده علماءٌ خلال المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والعدوى.

لا يزال التطعيم الشامل ضد فيروس كورونا من المشكلات العالمية المُلحة. ومن المتوقع أن تصل معظم الدول إلى مستوى مستقر نسبيًا من التطعيم في أراضيها بحلول عام ٢٠٢٣. في الوقت نفسه، تشير العديد من الدراسات المُتسقة إلى أن لقاح الإنفلونزا العادي يُمكن أن يُوفر حماية نسبية من مضاعفات كوفيد، ويُساهم في مكافحة انتشار العدوى.

قام ممثلو كلية ميلر للطب بجامعة ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية بتحليل معلومات عشرات الآلاف من المرضى في عيادات أمريكية وبريطانية وألمانية وإيطالية وإسرائيلية وسنغافورية. كان المشاركون في الدراسة معرضين لخطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا الحادة. وكانت عوامل الخطر الرئيسية هي العمر، والعادات السيئة، ومشاكل صحية أخرى (مثل داء السكري، والسمنة، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، وغيرها).

قُسِّم المشاركون إلى مجموعتين. تلقَّت المجموعة الأولى لقاحًا مضادًا للإنفلونزا قبل حوالي نصف إلى ستة أشهر من إصابتهم بعدوى فيروس كورونا. أما المجموعة الثانية، فقد أصيبت أيضًا بكوفيد-19، ولكن لم يسبق تطعيمها ضد الإنفلونزا. درس المتخصصون تواتر مضاعفات المرض. وبالتالي، دُرِسَت مسارات العدوى المعقدة، بما في ذلك المضاعفات الإنتانية، والسكتات الدماغية الوعائية، والخثار الوريدي، والانسداد الرئوي، والفشل التنفسي الحاد، ومتلازمة الضائقة، وآلام المفاصل، والفشل الكلوي، والالتهاب الرئوي، وغيرها. كما أُخذت في الاعتبار حالات إدخال المرضى إلى وحدات العناية المركزة أو أقسام المرضى الداخليين المصابين بالأمراض المعدية، بالإضافة إلى حالات الوفاة خلال 4 أشهر بعد ثبوت إصابة مسبب عدوى فيروس كورونا.

أظهرت الدراسة النتائج التالية: كان المشاركون الذين لم يتلقوا لقاح الإنفلونزا أكثر عرضة للعلاج في وحدات العناية المركزة بنسبة 20%. كما كانوا أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات إنتانية (تصل إلى 45%)، وسكتات دماغية وعائية (تصل إلى 58%)، وخثار وريدي (تصل إلى 40%).

لا يستطيع العلماء حتى الآن تحديد كيفية تأثير لقاح الإنفلونزا على تقليل مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا. ووفقًا لإحدى النظريات، يُنشَّط الدفاع المناعي الفطري بعد التطعيم، وهو دفاع غير محدد، ويمكنه مقاومة حتى مسببات الأمراض مثل فيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2). ومن الممكن جدًا استخدام نتائج هذه الدراسة لضمان حماية مواطني الدول التي لا تستطيع حتى الآن شراء لقاحات فيروس كورونا بالكميات المطلوبة.

يتم تقديم المعلومات على صفحات المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية