العالم مهدد بسلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد شبيهة بالفيروس المسبب لمرض السارس

يُدقّ مُحلّلو منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر: بدأ نوعٌ جديدٌ خطيرٌ من فيروس كورونا بالانتشار في دول جنوب غرب آسيا وأوروبا. ويتلقى مقرّ منظمة الصحة العالمية في جنيف أسبوعيًا معلوماتٍ عن حالات إصابةٍ جديدة، ولحسن الحظ، لم تُسجّل حتى الآن سوى حالاتٍ معزولة. ومع ذلك، ووفقًا للإحصاءات، فقد تُوفي 18 شخصًا بسبب فيروس كورونا (nCoV) حتى 12 مايو/أيار من هذا العام.

الخبراء على قناعة تامة بأن الفيروس قادر على الانتقال ليس فقط بين الحيوانات، بل ينتقل أيضًا من شخص لآخر عبر مخالطة وثيقة كافية. وقد أُبلغ عن ذلك لوسائل الإعلام في مؤتمر صحفي خاص عقده نائب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، كيجي فوكودا. ولم يكن من قبيل المصادفة أن يجتمع الصحفيون في الرياض، بشبه الجزيرة العربية. ووفقًا لعلماء الأحياء، فقد حدثت أول إصابة في المملكة العربية السعودية. وقد عُزل النوع الجديد من فيروس كورونا من مريض كان يتلقى العلاج في المملكة المتحدة. ونُقل مواطن قطري، كان في المملكة العربية السعودية قبل ظهور أولى الأعراض الشديدة عليه، على متن رحلة خاصة إلى عيادة في لندن في سبتمبر 2012. وسُجلت سابقًا حالة وفاة بسبب فيروس كورونا المستجد لدى مواطن سعودي يبلغ من العمر 60 عامًا، توفي بسبب الفشل الكلوي في هولندا. وقارن الأطباء البريطانيون الحمض النووي للفيروسين في كلتا الحالتين وأكدوا هويتهما. ويتعلق قلق خبراء منظمة الصحة العالمية بحقيقة أن النوع المحدد من فيروس كورونا يمكن أن ينتقل عن طريق المخالطة، وبالتالي، يمكن أن يكون انتشاره سريعًا في ظل ظروف معينة.

فيروسات كورونا هي عائلة كبيرة نسبيًا من العوامل المعدية خارج الخلوية، تظهر العدوى بها في المرحلة الأولى كأعراض نزلات برد عادية، لكنها تُسبب بعد ذلك حالةً تُهدد حياة المريض - متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس). في السابق، كانت هذه الفيروسات تُكتشف غالبًا لدى الحيوانات، ولكن منذ خريف العام الماضي، عُزل فيروس كورونا المستجد (nCoV) في مصل الدم البشري وأنسجته. تُشبه السلالة الجديدة إلى حد كبير الفيروس المُسبب للالتهاب الرئوي اللانمطي، والذي سُجلت أولى حالات تفشيه عام 2002 في الصين وهونغ كونغ. ثم انتشرت العدوى إلى 30 دولة، وشُخِّصت آخر حالة من الالتهاب الرئوي اللانمطي (سارس) قبل 10 سنوات.

في مارس/آذار 2013، تلقى مقر منظمة الصحة العالمية معلومات من معهد ر. كوخ عن حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا (nCoV). كان المريض مقيمًا في المملكة العربية السعودية، ونُقل على وجه السرعة إلى عيادة في ميونيخ، لكن جهود الأطباء الألمان باءت بالفشل لمدة أسبوع، وتوفي المريض. قبل ذلك بشهر، سُجلت حالة وفاة في المملكة المتحدة لمريض زار باكستان والمملكة العربية السعودية.

حتى اليوم، تقدم منظمة الصحة العالمية معلومات على موقعها الرسمي حول 17 حالة مؤكدة رسميًا من فيروس كورونا الجديد (nCoV)، وتوفي 11 شخصًا، على الرغم من كل جهود الأطباء. توصي منظمة الصحة العالمية بشدة بأن تعزز جميع الدول المراقبة الوبائية لحالات SARI - التهابات الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة وإيلاء المزيد من الاهتمام للأمراض ذات الأعراض غير النمطية والمسار السريري. يشارك المتخصصون من المنظمة العالمية اليوم بشكل وثيق في العمل المشترك مع خبراء من تلك الدول التي تم تسجيل غالبية حالات الإصابة بفيروس كورونا (nCoV)، وهي المملكة العربية السعودية وقطر والأردن. لا يعني المراقبة الوبائية حتى الآن أي قيود على الدخول إلى هذه البلدان، ولكن الوضع لا يزال يتطور. في 5 مايو 2013، أبلغ المتخصصون الفرنسيون عن حالة أخرى من مرض nCoV. وهذا هو بالفعل المريض الثاني في فرنسا الذي تم تشخيص إصابته بسلالة nCoV. أصيب الشخص بالفيروس أثناء وجوده في نفس الجناح مع مريض مصاب بفيروس nCoV.