لقد ثبتت الفوائد الصحية للتأمل علميًا

أجرى خبراء علميون يمثلون كلية الطب بجامعة هارفارد (الولايات المتحدة) عدة دراسات، خلصوا بناءً عليها إلى أن التأمل مفيدٌ بالفعل. فهو يُحسّن مناعة الجسم، ويُحافظ على استقرار ضغط الدم، ويُحسّن النشاط الذهني. ومن الخصائص الإيجابية الخفية الأخرى للتأمل قدرته على منع تطور التوتر، أو تخفيف حدته، وتقليل آثاره السلبية على الجسم. وبالتالي، ينخفض احتمال الإصابة بالأمراض الناجمة عن التوتر. ووفقًا للخبراء، فقد واجهوا مهمة تحديد معنى التأمل الواعي، وتقييم مفهوم اليقظة الذهنية، وتقديم وصف شامل لهذه العملية. ونتيجةً لذلك، تمكن العلماء من تحديد عدة مكونات للتأمل، وهي: التحكم في الانتباه، والوعي الجسدي، وإدارة الحالة العاطفية، والوعي الذاتي. ويوضح الخبراء أن فهم العلاقة بين مكونات العملية وعلاقتها بوظائف الدماغ سيساعد على تعلم كيفية استخدام اليقظة الذهنية في برامج علاج المرضى الذين يعانون من مجموعة واسعة من الأمراض. ويخطط العلماء لمواصلة أبحاثهم للبدء في استخدام التأمل لأغراض علاجية في أقرب وقت ممكن. بدوره، صرّح البروفيسور ليفين، ممثل كلية بايلور للطب، بأن للتأمل تأثيرًا إيجابيًا متعدد الجوانب. أجرى البروفيسور دراسة حول تأثير مختلف الأدوية، والتأمل الواعي والتجاوزي، وتأمل الزن والاسترخاء، على الجسم. مارس المتطوعون المشاركون في التجربة التأمل مرة أو مرتين يوميًا لمدة عشرين دقيقة. ونتيجةً لذلك، وُجد أنه بعد هذه الممارسات، انخفضت مستويات التوتر لدى المشاركين بشكل ملحوظ، واختفت نوبات القلق والاكتئاب . كما تحسّنت جودة نوم الكثيرين. وإذا أخذنا في الاعتبار أن المواقف العصيبة المتكررة، والقلق المفرط، والاكتئاب، والأرق، يمكن أن تُسبب في النهاية أمراض القلب والأوعية الدموية، فيمكننا الاستنتاج أن التأمل المنتظم يمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية ، بالإضافة إلى أمراض القلب الأخرى. ومع ذلك، يُحذّر الأطباء من أنه على الرغم من التأثير الإيجابي للممارسة التأملية، إلا أنها لا ينبغي أن تُغني عن الأدوية إذا وصفها الطبيب. غالبًا ما تُصاحب الحياة في عالمنا المعاصر مشاعر وتجارب سلبية: غالبًا ما يشعر الناس بالحزن، والقلق على تفاهات الأمور، وعدم الرضا عن أنفسهم والآخرين. إذا شعر الإنسان المعاصر بالسعادة، فعادةً ما تكون لفترة قصيرة. يساعد التأمل الشخص ليس فقط على الاسترخاء، بل أيضًا على استعادة نظرته للعالم، وتحسين صحته ومزاجه. تُمكّنك الممارسات المنهجية من حل العديد من الصراعات والتناقضات الداخلية، والتخلص من عدم الرضا والمخاوف. ينصح الأطباء بتخصيص وقت للتأمل، فربما يكون هذا هو ما سيساعدك على العيش طويلًا دون أمراض.

[ 1 ]، [ 2 ]