مدر للبول معروف أنه قد يسبب سرطان الجلد

يزيد هيدروكلوروثيازيد (المعروف أيضًا باسم هيبوثيازيد)، أكثر مُدِرات البول شيوعًا في العالم، من احتمال الإصابة بسرطان الجلد سبع مرات. هذا ما يدّعيه العلماء بعد إجراء سلسلة من التجارب.

وأوضح الدكتور أنطون بوتيجارد، من جامعة جنوب الدنمارك (أودينسي)، أن هيدروكلوروثيازيد يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد غير الميلانيني، والذي يشمل سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية.

هيدروكلوروثيازيد مُدِرٌّ للبول شائع الاستخدام. يُزيل هذا الدواء تراكم السوائل في الأنسجة ويقي من ارتفاع ضغط الدم. وقد أثبت الدكتور بوتيجارد سابقًا دور هيدروكلوروثيازيد في تطور سرطان الشفاه. وفي الوقت نفسه، اكتشف العلماء أن هذا الدواء يزيد من حساسية الجلد لتأثيرات الأشعة فوق البنفسجية.

هذه المرة، قرر الدكتور بوتيجارد دراسة هذا الدواء بشكل أكثر عمقًا.

بعد تحليل قاعدة بيانات وطنية، وجد العلماء صلة بين استخدام مُدرّات البول وتطور سرطان الجلد غير الميلانيني. شملت الدراسة 80 ألف مريض بالسرطان و1.5 مليون مشارك سليم. بالإضافة إلى هيدروكلوروثيازيد، تم النظر في مُدرّات بول أخرى.

نتيجةً لذلك، قدّر المتخصصون أن الأشخاص الذين عولجوا بالهيدروكلوروثيازيد أصيبوا بسرطان الجلد بمعدل سبع مرات أكثر من غيرهم. ويُظهر مُدرّ البول تأثيرًا متساويًا على تطور كلٍّ من الورم القاعدي وسرطان الخلايا الحرشفية.

ولم يكن لمدرّات البول الأخرى تأثير مماثل.

«كنا نعلم بالفعل أن الدواء الذي كنا ندرسه يُضعف حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية. في هذه المرحلة، يمكننا الجزم بثقة أن الاستخدام طويل الأمد لهيدروكلوروثيازيد قد يُسبب السرطان»، يُلخص المؤلفون.

يوضح أرماند كوجنيتا، رئيس قسم الأمراض الجلدية بجامعة فلوريدا: "راقبنا وعالجنا عددًا كبيرًا من المرضى المصابين بأنواع مختلفة من السرطان، وكان لدى جميع هؤلاء المرضى عامل خطر واحد فقط - وهو تناول هيدروكلوروثيازيد". ووفقًا لطبيب الأمراض الجلدية الأمريكي، فإن الجمع بين التعرض للأشعة فوق البنفسجية العالية وتناول مُدرّات البول قد يُصبح عاملًا مُعقدًا قاتلًا.

ويؤكد البروفيسور كوجنيتا أن "عمل العلماء سيحدث تعديلات هائلة في قضايا الوقاية من السرطان على المستوى العالمي".

نظرًا لاستخدام هيدروكلوروثيازيد على نطاق واسع في معظم الدول المتقدمة، فإن الآثار الجانبية للعلاج قد تؤثر على عدد كبير من الأشخاص. لا يوجد حديث حتى الآن عن سحب الدواء من السوق، ولكن من المهم معرفة العواقب المحتملة ومنع تطورها. يُحذّر الأطباء: إذا كان الشخص يتناول هيدروكلوروثيازيد لفترة طويلة، فلا يجب عليه إيقاف العلاج من تلقاء نفسه - يجب أن يقوم بذلك الطبيب الذي وصف العلاج. فهو وحده القادر على استبدال هذا المدر للبول بدواء آخر بشكل صحيح.

لا يتوقف العلماء عند هذا الحد، بل يخططون لمواصلة أبحاثهم. وينشرون جميع تفاصيل عملهم في مجلة الجمعية الأمريكية للأمراض الجلدية.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]