النظام الغذائي المتوسطي يقلل من خطر التدهور المعرفي والخرف بنسبة 11-30٪

يُشكل التدهور المعرفي المرتبط بالعمر، والخرف، ومرض الزهايمر تحديًا صحيًا واجتماعيًا واقتصاديًا عالميًا. بالإضافة إلى عوامل الخطر التقليدية، يُعترف بشكل متزايد بالنظام الغذائي كعامل مهم قابل للتعديل في صحة الدماغ. وقد وجد تحليل تلوي لـ 23 دراسة واسعة النطاق شملت عشرات الآلاف من البالغين أن الالتزام الصارم بالنظام الغذائي المتوسطي يرتبط بما يلي:

• انخفاض بنسبة 18% في خطر ضعف الإدراك المرتبط بالعمر (ضعف الإدراك الخفيف) (معدل الخطورة = 0.82؛ فاصل الثقة 95% 0.75–0.89)،
• انخفاض بنسبة 11% في خطر الإصابة بأي نوع من أنواع الخرف (HR = 0.89؛ 95% CI 0.83–0.95)،
• انخفاض بنسبة 30% في خطر الإصابة بمرض الزهايمر (HR = 0.70؛ 95% CI 0.60–0.82.

نُشرت الدراسة في مجلة GeroScience.

ماذا درس العلماء؟

• النظام الغذائي: غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات والأسماك وزيت الزيتون؛ استهلاك معتدل لمنتجات الألبان والنبيذ؛ التقليل من اللحوم الحمراء والدهون المشبعة.
• مصادر البيانات: PubMed، Web of Science، Google Scholar؛ المنشورات من عام 2000 إلى عام 2024.
• طرق التحليل: نموذج التأثير العشوائي، I² = 55% أشار إلى تباين معتدل؛ سجل اختبار إيجر تحيزًا محتملًا في النشر نحو النتائج الإيجابية، لكن تحليل TSA (التحليل المتسلسل للتجربة) أكد كفاية البيانات المتراكمة.

لماذا هذا مهم؟

1. العلاقة الوعائية العصبية: العديد من الاضطرابات الإدراكية والخرف لها مكون وعائي (VCID)، بالإضافة إلى أمراض الأميلويد الكلاسيكية. يحمي النظام الغذائي المتوسطي الأوعية الدموية والخلايا العصبية.
2. الاستراتيجية الوقائية: إن التحول في النظام الغذائي نحو نظام غذائي قائم على النباتات غني بالدهون غير المشبعة ومضادات الأكسدة هو إجراء فعال وبأسعار معقولة للحد من عبء الشيخوخة المعرفية.
3. الصحة العامة: يمكن أن تساعد هذه النتائج في إعداد برامج التغذية لكبار السن ومتوسطي العمر لإبطاء وباء الخرف.

قالت الدكتورة مونيكا فيكيتي، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "يجمع تحليلنا التلوي بيانات من السنوات الخمس والعشرين الماضية ويؤكد أن النظام الغذائي المتوسطي ليس مجرد اتجاه غذائي، بل هو أداة عصبية وقائية قوية".

التوصيات العملية:

• قم بإدراج الفواكه والخضروات (5 حصص على الأقل)، والحبوب الكاملة، والأسماك 2-3 مرات في الأسبوع وزيت الزيتون كمصدر رئيسي للدهون في نظامك الغذائي اليومي.
• قم بالحد من تناول اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة واستبدلها بالبقوليات والمكسرات.
• خذ بعين الاعتبار الاستهلاك المعتدل للنبيذ الأحمر (ما لم يكن هناك موانع) للحصول على تأثيراته المضادة للأكسدة الإضافية.

وفيما يلي آراء المؤلفين وتوصياتهم الرئيسية استنادًا إلى نتائج المقال:

• مونيكا فيكيتي:
  "يُظهر تحليلنا التلوي أن اتباع نمط غذائي متوسطي يُقلل من خطر الإصابة بضعف الإدراك والخرف ومرض الزهايمر بنسبة تتراوح بين 11% و30% على الأقل. وهذا يُثبت أن التغذية، إلى جانب العلاج الدوائي، تُعدّ أداة فعّالة لحماية الأعصاب."

• بيتر فارغا:
  "إن تباين النتائج بين المناطق يُبرز أهمية مراعاة الخصائص المحلية للنظام الغذائي المتوسطي. هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات الاستشرافية في البلدان ذات التقاليد الغذائية المختلفة لتكييف التوصيات مع مختلف الفئات السكانية."

• زولتان أونغفاري:
  "يُعدّ النظام الغذائي المتوسطي عاملاً وقائياً للأوعية الدموية والأعصاب، إذ يؤثر على الآليات الرئيسية للشيخوخة - الإجهاد التأكسدي، والالتهابات، وخلل الميتوكوندريا. وهذا يؤكد دوره في الاستراتيجيات المعقدة للحفاظ على صحة الدماغ وشيخوخته."

• جوزيبي جروسو:
  "إن دمج التوصيات الغذائية على الطراز المتوسطي في برامج الصحة العامة يمكن أن يكون وسيلة منخفضة التكلفة وقابلة للتطوير للحد من عبء الخرف لدى كبار السن".

• أجنيس زابانوس:
  "تسلط نتائجنا الضوء على الحاجة إلى نهج متكامل: بالإضافة إلى التدخلات الغذائية، من المهم تشجيع النشاط البدني والمشاركة الاجتماعية وعوامل نمط الحياة المتوسطية الأخرى لتعظيم التأثير العصبي الوقائي"

قد تكون هذه التغييرات الغذائية البسيطة مفتاحًا لمحاربة التدهور المعرفي والخرف ومرض الزهايمر، والحفاظ على عقلك حادًا لسنوات قادمة.