استغلال الأطفال في المواد الإباحية: هل يمكن الوثوق بطريقة تانر؟

إن الطريقة التي تستخدم عادة لتحديد سن البلوغ لدى الفتيات لا يمكن أن تكون المعيار الرئيسي في محاكمات المواد الإباحية المتعلقة بالأطفال.

على الأقل هذا ما تعتقده مجموعة من أطباء الغدد الصماء للأطفال، بعد أن درسوا أكثر من 500 صورة لثدي عارضات الأزياء اللواتي ظهرن في مجلة بلاي بوي الشهيرة.

يقول الدكتور أرلان روزنبلوم، أخصائي الغدد الصماء لدى الأطفال في جامعة فلوريدا في غينزفيل: "كثيرًا ما يُقاضى الناس بتهمة ما أسميه جناية سوء الذوق". ويضيف: "يقومون بتحميل صور غير جذابة، لكن هذا ليس مخالفًا للقانون".

في كثير من الأحيان، تفتح وكالات إنفاذ القانون قضية جنائية ضد شخص يُزعم أنه نشر صورة لقاصر عبر الإنترنت، لكنها لا تستطيع تحديد عمر الفتاة بالضبط.

في دراسة نشرت في مجلة طب الأطفال، كتب الدكتور روزنبلوم وزملاؤه أنه طُلب منهم فحص "547 صورة عارية الصدر ظهرت في الصفحة المركزية الشهرية لمجلة بلاي بوي من ديسمبر/كانون الأول 1953 إلى ديسمبر/كانون الأول 2007" لأن الدكتور روزنبلوم رأى عيوباً في ما يسمى بمقياس تانر المستخدم في الدعاوى القضائية.

مقياس تانر هو نظام لقياس نضوج الأطفال والمراهقين والبالغين، ويتم وصفه على أساس ملاحظة التغيرات في مظهر الشخص.

نشر الدكتور تانر أبحاثه في عام 1969 وحدد خمس مراحل من تطور الفرد قبل النضج.

وقد اختلف مؤلف الطريقة نفسه بشكل قاطع مع فكرة استخدام جدوله لتحديد أعمار الأطفال الذين شاركوا في تصوير مواد إباحية للأطفال.

وحذر من أن العمر الزمني قد لا يتوافق مع هذا التصنيف.

توصل الخبراء، بعد دراسة صور العارضات، إلى أن معظم الفتيات على الغلاف لا يمكن تصنيفهن كنساء بالغات، بل كفتيات غير ناضجات.

في عام ٢٠١٠، ثارت فضيحة حول ممثلة شاركت في فيلم إباحي. وُجّهت تهمةٌ إلى لوبي فوينتس ببطولته قبل بلوغها سن الرشد. وقد حلّ هذا الوضع المثير للجدل بطلة الفيلم نفسها، التي حضرت إلى قاعة المحكمة حاملةً بطاقة هوية. وتبيّن أن التصوير جرى بشكلٍ قانوني.

علاوة على ذلك، لا ينبغي أن ننسى أنه بمساعدة التقنيات الحديثة، مثل برنامج فوتوشوب، يُمكن تصحيح شكل الجسم بشكل يصعب التعرف عليه. لذلك، لا يُمكن اعتبار طريقة تانر عالمية للاستخدام في أغراض الطب الشرعي، كما يقول روزنبلوم.

أشار روزنبلوم إلى أن عارضات بلاي بوي لسن أمثلةً جيدةً على أسلوب تانر، إذ تتطلب مهنتهن عنايةً فائقةً بأجسادهن. ولهذا السبب، قد يبدون أصغر من سنهن.

[ 1 ]