في المستقبل، سيقومون بإجراء العمليات عن بُعد

أفاد خبراء بأنهم سيتمكنون قريبًا من تطوير معدات تُمكّن الجراحين من إجراء عمليات جراحية عن بُعد مع الحرص على مسافة بعيدة عن المريض. وقد أفاد بذلك أطباء من مركز نيكلسون في مستشفى فلوريدا، وقد خصصت لهم الحكومة الأمريكية بالفعل 5 ملايين دولار لإجراء جميع التجارب اللازمة.

بالمناسبة، الأجهزة التي تُمكّن الجراحين من العمل عن بُعد موجودة منذ زمن، لكن باحثين من فلوريدا يعتزمون تحسين التقنيات الحالية. وسيُولى اهتمام خاص لسلامة المراكز الجراحية المسؤولة عن العمليات الجراحية عن بُعد.

تجدر الإشارة إلى أن عمليات من هذا النوع قد أُجريت سابقًا، ولكن في أغلب الأحيان كان المريض والجراح يكاد يكونان متجاورين، بالإضافة إلى أن المعدات المستخدمة في العملية وجهاز التحكم عن بُعد كانا متصلين بأسلاك. يسعى فريق المتخصصين في مركز نيكلسون حاليًا إلى تحسين الأجهزة بما يُبسط عمل الجراحين قدر الإمكان، ويزيد من إمكانيات إجراء العمليات المستقبلية.

أُجريت أول عملية جراحية في العالم دون وجود جراح في غرفة العمليات قبل عشر سنوات. آنذاك، كان الجراح على بُعد ستة آلاف كيلومتر من المريض، في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما كان المريض في إيطاليا. أُتيحت هذه العملية الفريدة بفضل تقنيات المعلومات والأقمار الصناعية، بالإضافة إلى معدات فريدة.

أُجريت أول عملية جراحية في العالم بهذه المسافة بنجاح، وأجراها البروفيسور كارلو بابوني. كان المريض شابًا يعاني من الرجفان الأذيني. خلال العملية، أُدخل مسبار صغير إلى جسم المريض عبر قسطرة خاصة، تُتحكم فيها إشارات التردد اللاسلكي. في قلب المريض، أتلف المسبار أجزاءً صغيرة من الأنسجة التي تُؤثر على الأداء الطبيعي للقلب. ولضمان سلامته، تواجد أطباء من عيادة إيطالية في غرفة العمليات مع المريض، وكان بإمكانهم التدخل في العملية في أي وقت.

الآن، يعمل معظم المتخصصين عن بعد بالفعل - فهم يقدمون الاستشارات ويصفون العلاج بنجاح لمرضاهم، ويشير الكثيرون إلى أن هذا النهج له مزاياه ويعطي نتائج إيجابية.

ستتيح الفرص الجديدة في مجال الجراحة للأطباء المؤهلين تقديم المساعدة لأي شخص في أي مكان في العالم. يبدو هذا رائعًا، إلا أن هذه التقنيات تنطوي على بعض المخاطر، لكن المتخصصين يعملون على تطويرها. من المقرر استخدام الإنترنت لنقل البيانات، ولكن هناك مشكلة تتعلق بتأخير الإشارة، مما قد يؤثر بشكل كبير على سير العملية. أشار المتخصصون إلى إمكانية استخدام هذه التقنية على نطاق واسع بعد ألا يتجاوز أقصى تأخير للإشارة 200 ميلي ثانية، وهو ما يُقارن باللحظة.

تُعدّ الجراحة عن بُعد أكثر فائدةً للجيش، إذ تُتيح للجنود المصابين بإصابات خطيرة في المناطق الساخنة فرصة تلقي الرعاية الجراحية اللازمة في الوقت المناسب. ولعلّ صعوبة إجراء العمليات في المستشفيات المتنقلة هي ما دفع العلماء إلى التفكير في الجراحة عن بُعد.

[ 1 ]