يزيد الاكتئاب من احتمالية حدوث آلام الدورة الشهرية

أظهرت دراسة نشرت في مجلة Briefings in Bioinformatics أن الارتباط الجيني بين الاكتئاب وعسر الطمث (الحيض المؤلم) يعتمد على أساليب التوزيع العشوائي المندلي، وتحليل التفاعلات البروتينية، والبيانات الجينية.

---

العلاقة بين الاكتئاب وعسر الطمث

غالبًا ما يصاحب الاكتئاب، وخاصةً لدى النساء، اضطرابات تناسلية مثل عسر الطمث. تشير العلامات الجينية المشتركة بين الحالتين، والتي حُددت سابقًا، إلى تداخل الآليات البيولوجية. ومع ذلك، كان من الصعب حتى الآن إثبات علاقة سببية بينهما بسبب عوامل متداخلة.

لقد ساعدت طريقة التوزيع العشوائي المندلي، وهي طريقة تستخدم المتغيرات الجينية لتحليل السببية، في تحديد الروابط السببية بين الاكتئاب وعسر الطمث.

---

النتائج الرئيسية للدراسة

1. يزيد الاكتئاب من خطر عسر الطمث.
   تزيد العلامات الجينية المرتبطة بالاكتئاب من خطر عسر الطمث بنحو مرة ونصف. وقد تأكد هذا الارتباط في كل من الشعوب الأوروبية والآسيوية.

2. الأرق كوسيط:
   أظهرت التحليلات أن الأرق كان وسيطًا مهمًا في هذا الارتباط. ولم يكن للعوامل المحتملة الأخرى، مثل مؤشر كتلة الجسم (BMI) أو استخدام الإيبوبروفين، أي تأثير يُذكر.

3. الآليات الجينية والبروتينية:
   شملت المتغيرات الجينية الشائعة جين RMBS3، المرتبط بتنظيم الحمض النووي الريبوزي (RNA). كما تم تحديد جينات رئيسية مثل GRK4 وRNF123، والتي تشارك في نقل الإشارة والتنظيم الخلوي.

4. اتجاه الارتباط
   أظهر التحليل العكسي أن عسر الطمث لا يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، مما يؤكد وجود ارتباط في اتجاه واحد: الاكتئاب يعزز تطور عسر الطمث.

---

الاستنتاجات

تُسلّط الدراسة الضوء على أهمية العلاقة بين الصحة النفسية والصحة الإنجابية. قد يكون الاكتئاب، من خلال الآليات الوراثية والأرق، عاملًا مسببًا لعسر الطمث. تفتح هذه النتائج آفاقًا جديدة لما يلي:

• التشخيص المبكر والفحص بهدف تحديد الفئات الضعيفة؛
• النهج العلاجي الذي يأخذ في الاعتبار الجوانب النفسية والفسيولوجية للحالة.

ويوفر تحديد الجينات والمسارات البيولوجية الرئيسية أيضًا الأساس لتطوير علاجات جديدة يمكنها معالجة التقاطع بين الصحة النفسية والصحة الإنجابية بشكل فعال.