قد يتم استبدال زيت السمك الطبيعي قريبًا بالنباتات المعدلة وراثيًا

عدّل العلماء وراثيًا نبات الكاميلينا، وهو نبات عشبي من فصيلة الكرنب. وتمكن المتخصصون من جعل النبات قادرًا على إنتاج الأحماض الدهنية، الموجودة في زيت السمك، وهي مفيدة جدًا لجسم الإنسان بأكمله.

يحتوي كبد سمك القد، ولحم السلمون، والماكريل على كمية كبيرة من أحماض أوميغا 3 الدهنية. وأكثرها فائدةً للإنسان حمضا الدوكوساهيكسانويك (DHA) والإيكوسابنتانويك (EPA)، اللذين يُساعدان على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويُحسّنان الرؤية والذاكرة والانتباه.

يوجد كلا الحمضين في حليب الأم، ويمكن لجسم الإنسان إنتاج كمية صغيرة من حمض إيكوسابنتينويك من حمض ألفا لينولينيك، الموجود في المكسرات والزيوت النباتية. تُعد الأسماك المصدر الرئيسي الذي يُمكّن الجسم من إثراءه بالأحماض الدهنية الضرورية للصحة، إلا أن جسم الأسماك لا يستطيع إنتاجها. في بيئتها الطبيعية، تُغذى الأسماك الكبيرة بهذه الأحماض بعد تناول الأسماك الصغيرة التي تتغذى على الطحالب. كما تحصل الأسماك التي تُربى في ظروف اصطناعية على مركبات حمضية مفيدة مع علف خاص. ولهذا السبب، لا تستطيع الأسماك التي تُربى في مثل هذه الظروف توفير إمداد مستمر من الدهون لإنتاج العديد من المواد المضافة النشطة بيولوجيًا (BAA).

لذلك، قرر متخصصون من بريطانيا العظمى، برئاسة جوناثان نابير، معالجة هذه المشكلة بالهندسة الوراثية. اعتمدوا على سبعة جينات تُنتج الأحماض الدهنية. أُدخلت هذه الجينات في نبات الكاميلينا ساتيفا، الذي يحتوي على كمية كبيرة من حمض ألفا لينوليك (ALA). بعد معالجة خاصة، تحولت بذور هذا النبات إلى زيت يحتوي على حوالي 12% من حمض إيكوسابنتينويك (EPA) و14% من حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) (وهي نسبة مماثلة من الأحماض في زيت السمك). يتوقع المتخصصون طرح هذا الزيت في السوق خلال عشر سنوات. سيُمكّن زيت النبات الناتج، المُعزز بالأحماض الدهنية، من تعويض نقص عدد من المكملات الغذائية. تُستخدم حاليًا كبسولات زيت السمك للحصول على الأحماض الدهنية. لا ينوي العلماء استبدال زيت السمك الطبيعي كليًا، ولكن وفقًا للخبراء، حتى 10% من البديل يُمكن أن تُخفف بشكل كبير من التوتر الناتج عن نقص الأسماك. توصي منظمة الصحة العالمية بتناول ما يصل إلى 1000 ملغ من الأحماض الدهنية يوميًا. حاليًا، لا يُغطي سوق الأدوية سوى نصف سكان العالم بكبسولات زيت السمك.

أثبت العلماء منذ زمن طويل فائدة زيت السمك ، ويتم باستمرار اكتشاف فوائد جديدة للأحماض لجسم الإنسان. على سبيل المثال، ثبت أن زيت السمك يساعد على حرق السعرات الحرارية بفعالية، إذ تُسرّع الأحماض الدهنية عملية الأيض، وتمنع أيضًا تطور الأمراض المرتبطة بالسمنة. كما يُساعد تناول زيت السمك أثناء الحمل على النمو السليم لبصر الجنين ودماغه، ويُحسّن أيضًا من قدرة الطفل على التنسيق الحركي.

موانع استعمال زيت السمك هي زيادة الكالسيوم وفيتامين د في الجسم، مرض السل النشط، فرط الحساسية للدواء، الفشل الكلوي، مرض الغدة الدرقية، حصوات المسالك البولية وحصوات المرارة.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]، [ 7 ]