أظهرت دراسة جديدة أن مجموعات معينة من البروتينات المضادة للفيروسات مسؤولة عن أعراض مرض الذئبة

في دراسة جديدة، يقول باحثون في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز إنهم اكتشفوا سبب اختلاف أعراض الذئبة وشدتها بين المصابين بهذا المرض المناعي الذاتي، الذي يصيب ما يصل إلى 1.5 مليون أمريكي. ويؤكد الفريق أن هذه الدراسة تُمثل خطوة مهمة نحو فهم بيولوجيا الذئبة، وقد تُسهم في إحداث تغييرات في طريقة علاج الأطباء لمرضى هذا المرض.

وخلص التقرير الكامل، الذي نشر في مجلة Cell Reports Medicine ، إلى أن تركيبات محددة ومستويات مرتفعة من بروتينات الجهاز المناعي المعروفة باسم الإنترفيرونات ترتبط بأعراض معينة لمرض الذئبة، مثل الطفح الجلدي والتهاب الكلى وآلام المفاصل.

عادةً ما تُساعد الإنترفيرونات في مكافحة العدوى أو الأمراض، ولكن في مرض الذئبة، تكون مفرطة النشاط، مُسببةً التهابًا وتلفًا واسعَي الانتشار. كما تُظهر الدراسة أن ارتفاع مستويات الإنترفيرونات لا يُفسر أعراض الذئبة الشائعة الأخرى.

يقول الدكتور فيليبي أندرادي، الباحث الرئيسي في الدراسة وأخصائي أمراض الروماتيزم، والأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز: "لقد تعلمنا لسنوات أن الإنترفيرونات تلعب دورًا في مرض الذئبة". ويوضح أن الدراسة بدأت بتساؤلات حول سبب عدم فعالية بعض علاجات الذئبة لدى بعض المرضى.

"لقد رأينا حالات حيث لم تتحسن حالة المريض بشكل مفاجئ - وتساءلنا عما إذا كانت مجموعات معينة من الإنترفيرونات متورطة."

تستهدف بعض علاجات الذئبة مجموعة محددة من الإنترفيرونات تُعرف باسم الإنترفيرون الأول. خلال التجارب السريرية لهذه العلاجات، لاحظ الفريق أن بعض المرضى لم يتحسنوا على الرغم من أن الاختبارات الجينية أظهرت مستويات عالية من الإنترفيرون الأول قبل العلاج، أو ما يُطلق عليه الخبراء "البصمة العالية للإنترفيرون". افترض الفريق أن مجموعتين أخريين من الإنترفيرونات، الإنترفيرون الثاني والإنترفيرون الثالث، قد تكونان مسؤولتين عن هذه الاستجابة الضعيفة للعلاج.

لمعرفة ذلك، درس الفريق كيفية ظهور تركيبات مختلفة من الإنترفيرونات I وII وIII وفرط نشاطها لدى مرضى الذئبة. أخذ الباحثون 341 عينة من 191 مشاركًا لتحديد نشاط المجموعات الثلاث من الإنترفيرونات، واستخدموا سلالات خلوية بشرية مُعدّلة خصيصًا للاستجابة لوجود كل مجموعة محددة من الإنترفيرونات لتحليل العينات.

ومن خلال هذه العملية، حدد الباحثون أن معظم المشاركين يندرجون تحت أربع فئات: أولئك الذين كان لديهم مستوى مرتفع من الإنترفيرون الأول فقط؛ وأولئك الذين كان لديهم مزيج من مستويات مرتفعة من الإنترفيرون الأول والثاني والثالث؛ وأولئك الذين كان لديهم مزيج من مستويات مرتفعة من الإنترفيرون الثاني والثالث؛ أو أولئك الذين كانت لديهم مستويات طبيعية من الإنترفيرون.

المصدر: مجلة Cell Reports Medicine (2024). DOI: 10.1016/j.xcrm.2024.101569

تمكّن الباحثون من استخدام هذه البيانات لإثبات عدة روابط بين تركيبات الإنترفيرون هذه وأعراض الذئبة. لدى من لديهم مستويات مرتفعة من الإنترفيرون I، ارتبطت الذئبة بشكل رئيسي بأعراض جلدية، مثل الطفح الجلدي أو القرحات. أما المشاركون الذين لديهم مستويات مرتفعة من الإنترفيرون I وII وIII، فقد عانوا من أشد أعراض الذئبة، مصحوبةً غالبًا بتلف كبير في أعضاء مثل الكلى.

مع ذلك، لم تكن جميع أعراض الذئبة مرتبطة بارتفاع مستويات الإنترفيرونات. ولم تكن جلطات الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية، اللذان يؤثران أيضًا على التخثر، مرتبطة بارتفاع مستويات الإنترفيرونات I أو II أو III.

يعتقد الباحثون أن هذا يشير إلى أن الآليات المعتمدة على الإنترفيرون وغيرها من الآليات البيولوجية متورطة في هذا المرض المعقد. كما وجدت الدراسة أن الاختبارات الجينية للجينات المرتبطة بهذه المجموعات من الإنترفيرونات، أو بصمات الإنترفيرون، لا تشير دائمًا إلى ارتفاع مستويات الإنترفيرون. ويعتزمون دراسة هذا الأمر في دراسات مستقبلية.

يقول الدكتور إدواردو غوميز-بانيويلوس، أخصائي أمراض الروماتيزم والأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز والمؤلف الرئيسي للدراسة: "أظهرت دراستنا أن هذه المجموعات من الإنترفيرونات ليست معزولة؛ بل تعمل كفريق واحد في مرض الذئبة، ويمكن أن تُسبب للمرضى أعراضًا مختلفة للمرض". ويوضح غوميز-بانيويلوس أن تقييم مستويات الإنترفيرونات المرتفعة لدى المريض يُتيح فهمًا أفضل لكيفية استجابته للعلاج، ويُمكّن الأطباء من تصنيفها ضمن أنواع فرعية سريرية من مرض الذئبة.