من المحتمل أن تكون الهواتف المحمولة تسبب السرطان في النهاية

وفقًا لدراسة حديثة، أدى التعرض المختبري للموجات الراديوية إلى ظهور أورام شفانية لدى قوارض التجارب.
ونُشرت هذه المعلومات المثيرة للقلق، التي تؤكد التأثير السلبي للهواتف المحمولة، في نص تقرير بعد دراستين أُجريتا لدعم البرنامج الوطني لعلم السموم (الولايات المتحدة). وجاء في التقرير:
"كانت درجة ومدة التعرض للموجات الراديوية في الاختبارات المعملية على القوارض أكبر مما هو عليه في الواقع".

يشير البروفيسور جون بوتشر، المتحدث باسم البرنامج الوطني لعلم السموم، إلى أن "الإشعاع أثر على كامل سطح أجسام الحيوانات". ومع ذلك، يشعر الخبراء بقلق بالغ إزاء إمكانية تكوّن الأورام الخبيثة تحت تأثير التعرض للترددات الراديوية.
تشمل هذه الإشعاعات الأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية وأشعة جاما، ولها القدرة على "نزع" الإلكترونات من الذرات. تحتوي الترددات الراديوية على طاقة كافية لإتلاف الحمض النووي الخلوي، والتسبب في تحولات سرطانية، وظهور ورم.

ينتمي الإشعاع إلى الطرف الطيفي منخفض الطاقة، لذا لا يدعم معظم الخبراء خاصيته في إخراج الإلكترونات وإجراء تغييرات هيكلية في المادة الخلوية الوراثية. ولكن، عند امتصاصه بواسطة الطعام والأنسجة الحية والوسائط السائلة، ينبعث من إشعاع الترددات الراديوية الحرارة.
ويشير الخبراء إلى أن الهاتف المحمول لا يزال مصدرًا أساسيًا للإشعاع الذي يؤثر على جسم الإنسان. ولإثبات سلامة الموجات الراديوية، أنشأ العلماء مساحات خاصة بالإشعاع، وُضعت بداخلها القوارض. تم تشغيل الموجات الراديوية بتردد 10 دقائق بعد 10 دقائق، لمدة 9 ساعات كل يوم. وفي المجمل، استمرت التجربة عامين.
ووفقًا لعلماء الأحياء، فإن 70 عامًا من حياة الإنسان تعادل عامين من حياة القوارض.
وتفاوتت درجة تأثير الموجات الراديوية من الحد الأقصى المسموح به في الولايات المتحدة إلى درجة أكبر منه بأربع مرات. وتزامن نوع الإشارة مع إشارات 2G و4G.

تنتمي الأورام التي اكتشفها المتخصصون بعد تشريح القوارض إلى أنواع من ورم شفاني - ما يُسمى بسرطان خلايا شوان، والذي يقع بالقرب من الأعصاب الطرفية. وهو نوع نادر من الأورام، لذا يُستبعد تمامًا احتمال وجود صدفة بسيطة.
كما لاحظ الباحثون أن أورام شفاني تطورت لدى جميع القوارض التي تعرضت لأكبر قدر من التأثير بالموجات الراديوية.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن الإشعاع تسبب في آفات نموذجية لدى معظم القوارض، ولكن وُجدت أورام شفاني لدى الذكور فقط.

يشير الباحثون إلى أن "نتائج الدراسة لا تسمح بتطبيقها على جسم الإنسان. على الرغم من وجود حالات لتكوين عمليات ورمية مماثلة في تجارب مرتبطة باستخدام الهواتف المحمولة". ويؤكد
البروفيسور أوتيس براولي، ممثل الجمعية الأمريكية للسرطان، أنه لا داعي للقلق مسبقًا بشأن النتائج التي تم التوصل إليها بعد الدراسة. ويؤكد العالم أن تأثير الاتصالات المحمولة على تطور السرطان لا يزال موضع شك وغير مؤكد في الوقت الحالي.
ولن يظهر رأي الخبراء في هذه المسألة قبل نهاية مارس من هذا العام.
ويُوصف مسار الدراسة على الموقع الإلكتروني للبرنامج الوطني لعلم السموم (NTP) في الولايات المتحدة الأمريكية.

[ 1 ]، [ 2 ]