ما يأكله أصحاب القلوب الأكثر صحة

اكتشف العلماء قبيلة يسكنها أناسٌ لا يعانون تقريبًا من أي مشاكل قلبية. هؤلاء ممثلون لمستوطنة تسيماني البوليفية.

فحص الخبراء جميع سكان القبيلة، حتى أقدمهم، ولم يجدوا أي مشاكل خاصة في الجهاز القلبي الوعائي. لفهم سبب هذه الظاهرة، حلل العلماء النظام الغذائي ونمط حياة هؤلاء الأشخاص، ووجدوا عدة اختلافات جوهرية.

لذا، يعمل غالبية سكان المستوطنة في الصيد وصيد الأسماك والزراعة، أي أنهم يحصلون على غذائهم بأنفسهم. ويتكون ما لا يقل عن 17% من إجمالي غذائهم من منتجات اللحوم، بما في ذلك لحوم الطرائد، بالإضافة إلى لحوم بعض القوارض المحلية.

بالإضافة إلى ذلك، يأكل ممثلو القبيلة الأسماك - حوالي 7٪، ومعظمها من الأنواع التي تعيش في المياه العذبة.

ويتكون باقي النظام الغذائي - أي الجزء الأكبر - من الحبوب والذرة والكسافا (البطاطس المحلية) والمكسرات وجميع أنواع الفاكهة وخاصة الموز.

إذا حللنا النظام الغذائي الناتج إلى نسب مئوية من العناصر الغذائية، فسنرى الصورة التالية: يحصل شعب تسيماني على معظم سعراته الحرارية من الكربوهيدرات ذات الأصل النباتي. في الوقت نفسه، تحتوي الكمية اليومية من الطعام على نسبة قليلة نسبيًا من الدهون - فلحم الطرائد قليل الدسم.

ينخرط سكان القبيلة في عمل بدني نشط. على سبيل المثال، تشير التقديرات إلى أن كل فرد يمشي ما بين 15 و17 ألف خطوة يوميًا، بغض النظر عن عمره. ولعلّ الجمع بين هذا النظام الغذائي والنشاط البدني هو ما يُمكّن هذه المستوطنة من الحفاظ على الصحة وطول العمر.

فحص العلماء صحة السكان المحليين الذين بلغوا سن الخامسة والسبعين، ولاحظوا أن 70% منهم يتمتعون بأوعية دموية نظيفة وصحية تمامًا. في المقابل، يعاني أكثر من 80% من سكان الولايات المتحدة، في هذا العمر، من ترسبات شريانية وتغيرات تصلب الشرايين في جدران الأوعية الدموية.

وفي الوقت نفسه، تجدر الإشارة إلى أنه تم العثور على مؤشرات مماثلة أيضًا بين السكان الإناث في اليابان.

بالإضافة إلى التغذية والنشاط البدني، لاحظ الخبراء أن البوليفيين نادرًا ما يدخنون، لكنهم يُعانون من أمراض معدية وديدان طفيلية في كثير من الأحيان. ومع ذلك، يبدو أن هذا لا يؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية.

يشير البروفيسور وعالم الأنثروبولوجيا مايكل جيرفن من جامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا، إلى أن الأوروبيين والأمريكيين على حد سواء قادرون على تحقيق هذه النتيجة. فالأمر الرئيسي هو ممارسة النشاط البدني يوميًا، وتناول طعام صحي بكمية قليلة من الدهون، بالإضافة إلى التحلي بنظرة إيجابية بشكل عام. نادرًا ما يتشاجر أبناء القبائل، فالتحضر وما يصاحبه من ضغوط مستمرة أمر غريب عليهم، فهم يتمسكون بنظرة إيجابية للعالم.

يؤكد الدكتور نيفيد ستار، ممثل جامعة غلاسكو، ما سبق: "تُثبت نتائج الدراسة مجددًا أننا على دراية تامة بإجراءات الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية. ما الذي يحتاجه الإنسان ليعيش حياة طويلة؟ نظام غذائي صحي ، والحد الأدنى من المعالجة الحرارية للطعام، والابتعاد عن العادات السيئة، والنشاط البدني".