النظافة هي عدو الجهاز المناعي للطفل

من المعروف أن أطفال المدن الكبرى يعانون من الحساسية أكثر بكثير من أطفال المناطق الريفية. وقد أعدَّ عالمان من جامعة شيكاغو، روهي جوبتا، خريطةً لانتشار حساسية الطعام لدى الأطفال في الولايات المتحدة. وحلَّلت الدراسة بيانات أكثر من 40 ألف طفل ومراهق.

أصبح من المعروف أن أعلى نسبة من الأطفال المصابين بحساسية الفول السوداني يعيشون في المدن الكبرى. ويعاني 2.4% من أطفال المدن من حساسية المأكولات البحرية، بينما لا تتجاوز هذه النسبة 0.8% في المناطق الريفية.

يعيش 6.2% من الأطفال المصابين بالحساسية في المناطق الريفية، و9.8% في المناطق الحضرية. علاوة على ذلك، في ما يقرب من نصف الحالات، تصاحب الحساسية مضاعفات خطيرة قد تهدد حياة الطفل.

طرح العلماء نظرياتهم حول "جغرافية الحساسية". يُعتقد أن الغبار الناعم في شوارع المدن يُضعف جهاز المناعة. لكن كيف يُمكن تفسير كون أطفال العائلات الثرية أكثر عرضة للإصابة بالحساسية من أطفال العائلات الفقيرة؟ ربما لأن أجهزة المناعة لدى الأطفال تُصبح أكثر صلابةً عند مواجهتهم ميكروبات وبكتيريا جديدة موجودة في التراب. لا تتاح الفرصة لأطفال الغرف النظيفة والمعقمة لتطوير جهازهم المناعي، بينما يتطور لدى أطفال المناطق الريفية ويصبحون محصنين ضد مسببات الحساسية.

أظهر الاكتشاف أن للبيئة تأثيرًا كبيرًا على تطور حساسية الطعام. وينطبق الأمر نفسه على جغرافية الربو. ومع ذلك، فإن فهم عوامل البيئات الحضرية والريفية سيساعد العلماء على تطوير أساليب للوقاية من المرض، كما توضح الدكتورة راتشي غوبتا.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]