الذكاء الاصطناعي أفضل في الكشف عن سرطان البروستاتا في التصوير بالرنين المغناطيسي من أطباء الأشعة

يكتشف الذكاء الاصطناعي سرطان البروستاتا بمعدلات أعلى من أطباء الأشعة. كما أن الذكاء الاصطناعي يُسبب نصف عدد الإنذارات الكاذبة. هذا ما أظهرته دراسة دولية نسقها المركز الطبي لجامعة رادبود ونُشرت في مجلة لانسيت لعلم الأورام. تُعد هذه أول دراسة واسعة النطاق يُقيّم فيها فريق دولي الذكاء الاصطناعي ويُقارنه بتقييمات أطباء الأشعة ونتائجهم السريرية بشفافية.

يواجه أخصائيو الأشعة أعباء عمل متزايدة، إذ يخضع الرجال الأكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا لفحوصات تصوير البروستاتا بالرنين المغناطيسي بشكل روتيني. يتطلب تشخيص سرطان البروستاتا باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي خبرة واسعة، وهناك نقص في أخصائيي الأشعة ذوي الخبرة. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُسهم في معالجة هذه المشكلات.

نظّم خبير الذكاء الاصطناعي هينكيان هاوسمان وأخصائي الأشعة مارتن دي روي، قائدا مشروع PI-CAI، مسابقةً كبرى بين فرق الذكاء الاصطناعي وأخصائيي الأشعة، بمشاركة فريق دولي. وبالتعاون مع مراكز أخرى في هولندا والنرويج، قدّم الفريق أكثر من 10,000 فحص بالرنين المغناطيسي. وقد حدّدوا بشفافية وجود سرطان البروستاتا لدى كل مريض. وسُمح لمجموعات مختلفة حول العالم بتطوير الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه الصور.

تم دمج أفضل خمس مشاركات في خوارزمية فائقة لتحليل فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لسرطان البروستاتا. وأخيرًا، قورنت نتائج الذكاء الاصطناعي بنتائج مجموعة من أخصائيي الأشعة على أربعمائة فحص بالرنين المغناطيسي للبروستاتا.

تشخيص دقيق: جمع مجتمع PI-CAI أكثر من مئتي فريق من خبراء الذكاء الاصطناعي و62 أخصائي أشعة من عشرين دولة. قارنوا نتائج الذكاء الاصطناعي وأطباء الأشعة، ليس فقط مع بعضهم البعض، بل أيضًا مع المعيار الذهبي، متتبعين نتائج الرجال الذين خضعوا للفحوصات. في المتوسط، تمت متابعة الرجال لمدة خمس سنوات.

تُظهر هذه الدراسة الدولية الأولى حول استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص سرطان البروستاتا أن الذكاء الاصطناعي يكشف عن سرطانات البروستاتا المهمة بنسبة تزيد بنحو 7% مقارنةً بمجموعة من أخصائيي الأشعة. بالإضافة إلى ذلك، يُحدد الذكاء الاصطناعي المناطق المشتبه بها التي يتبين لاحقًا أنها غير سرطانية بنسبة أقل بنسبة 50%. هذا يعني أنه يمكن خفض عدد الخزعات إلى النصف باستخدام الذكاء الاصطناعي.

إذا تأكدت هذه النتائج في دراسات لاحقة، فقد تُفيد أطباء الأشعة والمرضى بشكل كبير في المستقبل. إذ قد تُخفف عبء عمل أطباء الأشعة، وتُقدم تشخيصات أكثر دقة، وتُقلل من الحاجة إلى خزعات البروستاتا غير الضرورية. لا يزال الذكاء الاصطناعي المُطور بحاجة إلى التحقق من صحته، وهو غير متاح للمرضى في البيئات السريرية بعد.

نظام الجودة: يُشير هاوسمان إلى أن الجمهور لا يثق بالذكاء الاصطناعي. ويوضح قائلاً: "يعود ذلك إلى أن المُصنِّعين يُنتجون أحيانًا ذكاءً اصطناعيًا لا يرقى إلى المستوى المطلوب". وهو يعمل على أمرين: الأول هو اختبار عام وشفاف لتقييم الذكاء الاصطناعي بشكل عادل. والثاني هو نظام إدارة جودة، يُشبه النظام المُستخدم في صناعة الطيران.

إذا كادت طائرات أن تصطدم، ستدرس لجنة السلامة كيفية تحسين النظام لتفادي تكراره مستقبلاً. وأريد الشيء نفسه للذكاء الاصطناعي. أريد دراسة وتطوير نظام يتعلم من كل خطأ، بحيث يكون الذكاء الاصطناعي خاضعًا للإشراف ويواصل تطويره. بهذه الطريقة، يمكننا بناء الثقة في الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية. الذكاء الاصطناعي الأمثل والخاضع للإشراف يُمكن أن يُسهم في تحسين الرعاية الصحية وزيادة كفاءتها.