جين السمنة يجعل الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أكثر سعادة

وجد علماء من جامعة ماكماستر أدلة علمية تُبيّن لماذا يكون الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أكثر لطفًا وسعادة من نظرائهم النحيفين. وتبيّن أن هذه ليست مجرد صورة نمطية، بل هي حقيقة وراثية.

اكتشف علماء كنديون جينًا آخر للسمنة، لكن هذا الجين يبرز لأن وجوده يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب. بالإضافة إلى الجين المكتشف حديثًا، يوجد أيضًا جين السعادة. ومع ذلك، يُشكك هذا الاكتشاف الجديد في الاعتقاد السائد بأن السمنة تُسبب الاكتئاب بسبب زيادة الوزن.

وتُعرض نتائج أعمال العلماء الكنديين على صفحات مجلة "الطب النفسي الجزيئي".

يُعرف جين FTO لدى العلماء بأنه أحد أسباب الاستعداد للسمنة. مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذا الجين موجود لدى جميع الناس، ونحن نتحدث تحديدًا عن أحد أشكاله، والذي يُطلق عليه علماء الوراثة اسم "FTO rs9939609 A".

يمكن للأشخاص المعرضين للاكتئاب تغيير نظامهم الغذائي المعتاد واتباع نمط حياة أكثر نشاطًا، مما يساعد على تجنب الحالات الاكتئابية التي تؤدي إلى زيادة الوزن.

اتخذ فريق بقيادة الدكتور ديفيد مير نهجًا مختلفًا، مستندًا إلى فكرة ارتباط السمنة والاكتئاب بنشاط الدماغ. وافترضوا أن جينات السمنة قد تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالاكتئاب.

شملت الدراسة 17,200 شخص من 21 دولة، حيث حلل متخصصون عينات الحمض النووي الخاصة بهم. كما دُرست الحالة النفسية والوراثية للمشاركين. ونتيجة لذلك، تبيّن أن وجود جين FTO rs9939609 A يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 8%. ومع ذلك، فإن وجود هذا الاستعداد الوراثي يزيد من احتمالية تراكم الدهون الزائدة بنسبة 30%.

وتستند استنتاجات الخبراء على دراسة هذا الجين لدى أشخاص من جنسيات مختلفة، وبالتالي فإن التأثير لا يؤثر على أشخاص من منطقة أو جنسية محددة.

لا يقتصر التعبير عن جين FTO على الدماغ فحسب، بل يشمل أيضًا البنكرياس والكلى والمبايض وجميع الخلايا تقريبًا. ويؤدي هذا الجين وظائف متعددة. ويواصل العلماء مراقبة المشاركين، وقد يتمكنون من اكتشاف العوامل الجزيئية المسببة لتطور الاكتئاب.