دراسة تتوقع ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن الحرارة وتلوث الهواء

وتوقعت دراسة جديدة ارتفاعا حادا في الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة والتلوث، حيث سيتجاوز تأثير درجات الحرارة تأثير التلوث بالنسبة لخمس سكان العالم.

النتائج الرئيسية للدراسة

وفقًا لدراسة أجراها فريق دولي من العلماء بقيادة معهد ماكس بلانك للكيمياء، قد يصل عدد الوفيات السنوية الناجمة عن تلوث الهواء ودرجات الحرارة القصوى إلى 30 مليون حالة وفاة بحلول نهاية القرن. تستند هذه التوقعات إلى نمذجة رقمية متطورة، وتُظهر اتجاهًا مُقلقًا: ستزداد وفيات تلوث الهواء خمسة أضعاف، بينما ستزداد وفيات درجات الحرارة سبعة أضعاف. بالنسبة لما لا يقل عن 20% من سكان العالم، سيُصبح التعرض لدرجات الحرارة تهديدًا صحيًا أكبر من تلوث الهواء.

الأرقام والديناميكيات

• في عام 2000، توفي حوالي 1.6 مليون شخص سنويا بسبب درجات الحرارة القصوى (البرد أو الحر).
• وبحلول نهاية القرن، من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 10.8 مليون نسمة، أي ما يقرب من سبعة أضعاف.
• وبالنسبة لتلوث الهواء، بلغ عدد الوفيات السنوية في عام 2000 نحو 4.1 مليون.
• وبحلول عام 2100، سيصل هذا الرقم إلى 19.5 مليون نسمة، أي خمسة أضعاف العدد الحقيقي.

"في السيناريو الأكثر احتمالا، بحلول نهاية القرن، ستشكل درجات الحرارة القصوى تهديدا أكبر من تلوث الهواء بالنسبة لجزء كبير من السكان، وخاصة في المناطق ذات الدخل المرتفع"، كما أوضح الدكتور أندريا بوزر، قائد المجموعة في معهد ماكس بلانك للكيمياء.

الاختلافات الإقليمية

• جنوب وشرق آسيا: من المتوقع أن تُعزى أكبر الزيادات في معدلات الوفيات الناجمة عن هذين العاملين إلى شيخوخة السكان. وسيظل تلوث الهواء عاملاً رئيسياً.
• المناطق ذات الدخل المرتفع (أوروبا الغربية، أمريكا الشمالية، أستراليا، آسيا والمحيط الهادئ): بدأت الوفيات المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة تتجاوز بالفعل الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء. ويتجلى هذا بشكل خاص في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، واليابان، ونيوزيلندا.
• أوروبا الوسطى والشرقية (مثل بولندا ورومانيا) وأجزاء من أمريكا الجنوبية (مثل الأرجنتين وتشيلي): من المتوقع حدوث تحول مماثل، حيث ستصبح درجات الحرارة القصوى تهديدًا أكثر أهمية.

أهمية العمل

بحلول نهاية القرن، سوف تتجاوز المخاطر الصحية الناجمة عن درجات الحرارة القصوى تلك الناجمة عن تلوث الهواء بالنسبة لواحد من كل خمسة أشخاص على هذا الكوكب، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وطموحة للحد من مخاطر المناخ.

تقول الدكتورة أندريا بوزر: "لا يُعد تغير المناخ مشكلة بيئية فحسب، بل يُشكل أيضًا تهديدًا مباشرًا للصحة العامة".
ويضيف جان سيار، مدير مركز أبحاث المناخ والغلاف الجوي (CARE-C) في معهد قبرص: "تُظهر هذه النتائج الأهمية الحاسمة لتدابير التخفيف الفورية لمنع خسائر الأرواح في المستقبل".