يعتمد تطور مرض الربو على النظام الغذائي للشخص

خلص العلماء إلى أن ارتفاع مستويات فيتامين هـ (غاما توكوفيرول، بيتا توكوفيرول، ألفا توكوفيرول، دلتا توكوفيرول) في الجسم يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي. وتُعد زيادة مستوى غاما توكوفيرول، الغني بزيوت الذرة وبذور اللفت وفول الصويا، خطيرة بشكل خاص، إذ يُسبب أمراض الرئة. ومع ذلك، فقد أقرّ العلماء بأن ألفا توكوفيرول مفيد للرئتين، إذ يُحسّن أدائهما.

في البداية، تم اختبار تأثير غاما توكوفيرول على القوارض المعملية، ونتيجة لذلك، توصل العلماء إلى استنتاج مفاده أنه قادر على إثارة التهاب الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى أنه يزيد من حساسيته، مما يؤدي في النهاية إلى تطور الربو.

أشار العلماء إلى إمكانية ملاحظة تأثير مماثل لدى البشر أيضًا. فقد فحصوا أكثر من أربعة آلاف شخص، ووجدوا أن ارتفاع مستوى غاما توكوفيرول في الجسم يُضعف وظائف الرئة بنسبة تصل إلى 20%، ومع انخفاض وظائف الرئة بنسبة 10%، تُلاحظ حالة ربو. ويعني انخفاض وظائف الرئة أن الشخص يتلقى كمية هواء أقل من المطلوب عند الاستنشاق.

كما أشار الخبراء، فإن إحصاءات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي غير مشجعة؛ فقد شهدت الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد المصابين. ويربط العلماء تزايد أمراض الرئة بتغييرات في النظام الغذائي. على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، حلت الدهون الحيوانية محل زيوت الذرة وفول الصويا وبذور اللفت. في الوقت نفسه، في البلدان التي يكثر فيها استهلاك زيت دوار الشمس أو زيت الزيتون، يكون معدل الإصابة بالربو منخفضًا جدًا.

بالإضافة إلى التغذية، يُشير العلماء إلى أن الوزن الزائد قد يُحفز أيضًا الإصابة بالربو. يستنشق الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ما يصل إلى 50% من الهواء يوميًا أكثر من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي. في الوقت نفسه، يزداد خطر تلف الجهاز التنفسي لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن بسبب ملوثات الهواء، ما يزيد من احتمالية الإصابة بالربو أو أمراض الرئة الأخرى لديهم.

يتلقى جسم الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن كمية كبيرة من الملوثات يوميًا - ثاني أكسيد الكبريت، وثاني أكسيد النيتروجين، والأمونيا، والأوزون، وما إلى ذلك، والتي لها عمومًا تأثير مزعج على الجهاز التنفسي.

ويشير الخبراء أيضًا إلى أن الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن يستنشقون هواءً أكثر من البالغين، لأن الجسم يحتاجه للحفاظ على الأداء الطبيعي لجميع أجهزة الجسم. وتُلاحظ النسبة نفسها في العلاقة بين الرجال والنساء.

ومع ذلك، لا يقتصر خطر الهواء الملوث على الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن فحسب. إذ يشير الخبراء إلى أنه في حالة ضعف القلب، قد يؤدي تأثير الهواء الملوث إلى قصور القلب أو التسبب في نوبة قلبية. وتُعد غازات عوادم السيارات من أكثر الغازات خطورة، إذ عُثر فيها على مركبات ضارة بالقلب، مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين، والتي تخترق الدم عبر الرئتين.

ويقول الخبراء إن أي خفض ولو بسيط في مستويات التلوث قد يمنع نحو 8 آلاف نوبة قلبية سنويا ويقلل من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والسرطان.