يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي نباتي قصير الأجل لمدة 8 أسابيع في تقليل العمر البيولوجي

قارنت دراسة حديثة بين آثار نظام غذائي نباتي لمدة ثمانية أسابيع ونظام غذائي شامل على مقاييس العمر البيولوجي التي تقيس الصحة العامة وخطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر مثل أمراض القلب ومرض الزهايمر.

سياق الدراسة

قدّر الباحثون العمر البيولوجي بقياس مستويات مثيلة الحمض النووي (DNA)، وهي تغيرات جينية تؤثر على التعبير الجيني دون تغيير الحمض النووي نفسه. وقد ربطت دراسات سابقة ارتفاع مستويات مثيلة الحمض النووي بالشيخوخة.

شملت الدراسة التجريبية 21 زوجًا من التوائم المتطابقة، مما أتاح تحكمًا أفضل في المتغيرات الجينية والمتعلقة بالعمر. استُبعد زوج واحد من التوائم لعدم استيفائه شروط الدراسة، وترك 21 زوجًا (42 فردًا) للتحليل النهائي.

طرق البحث

بعد التقييمات الأولية، وُزِّع توأم واحد من كل زوج عشوائيًا على نظام غذائي نباتي صرف صحي أو نظام غذائي صحي شامل لمدة ثمانية أسابيع. تألفت الدراسة من مرحلتين، مدة كل منهما أربعة أسابيع: في المرحلة الأولى، قُدِّم للمشاركين الطعام، وفي المرحلة الثانية، حضّر المشاركون طعامهم بأنفسهم باتباع تعليمات أخصائيي التغذية.

تلقت المجموعة آكلة اللحوم والنباتات جرعات يومية من المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والبيض ومنتجات الألبان، في حين تجنبت المجموعة النباتية المنتجات الحيوانية تمامًا.

قام الباحثون بتتبع العادات الغذائية للمشاركين باستخدام استطلاعات عشوائية لمدة 24 ساعة ومذكرات غذائية أجراها خبراء تغذية مسجلون.

نتائج

وجدت الدراسة أن المشاركين الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا نباتيًا أظهروا انخفاضًا ملحوظًا في العمر فوق الجيني، بينما لم يحدث ذلك لدى من اتبعوا نظامًا غذائيًا شاملًا. فقط من اتبعوا نظامًا غذائيًا نباتيًا لمدة ثمانية أسابيع أظهروا انخفاضًا في العمر البيولوجي في خمسة أجهزة عضوية، بما في ذلك الجهاز القلبي، والهرموني، والكبدي، والالتهابي، والأيضي.

مناقشة النتائج

أشار الدكتور فارون دواركا، الباحث الرئيسي في الدراسة، إلى أن التغييرات الملحوظة حدثت في غضون ثمانية أسابيع فقط، مما يؤكد التأثير السريع للنظام الغذائي على الصحة الجينية. وأشار خبراء آخرون، مثل راغاف سيغال، مرشح الدكتوراه في علم الأحياء الحاسوبي والمعلوماتية الحيوية بجامعة ييل، إلى أن النظام الغذائي النباتي قد يؤثر على الشيخوخة الجينية من خلال تحسين المسارات الالتهابية والأيضية في الجسم.

الآراء والاستنتاجات

وأشار الدكتور توماس هولاند، أستاذ في معهد راش للشيخوخة الصحية في شيكاغو، إلى أنه في حين أن استخدام التوائم المتطابقة مهم، فإن فترة الثمانية أسابيع قد لا تكون طويلة بما يكفي لمراقبة التأثيرات طويلة الأمد، وأن النتائج قد لا تكون قابلة للتطبيق عالميًا بسبب حجم العينة الصغير.

أكدت الدكتورة لوسيا أرونيكا من جامعة ستانفورد أيضًا أن أنظمة غذائية أخرى، مثل النظام الغذائي المتوسطي، الذي يشمل المنتجات النباتية والحيوانية، يمكن أن تكون فعالة أيضًا في تقليل العمر فوق الجيني. وأضافت أن كلًا من المنتجات النباتية والحيوانية تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على الجينوم فوق الجيني.

خاتمة

مع أن النظام الغذائي النباتي يبدو واعدًا، إلا أنه ينبغي النظر إليه كواحد من بين العديد من الأنظمة الغذائية المحتملة التي قد تعزز الشيخوخة الصحية، وليس حلاً نهائيًا. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم آليات وتأثيرات الأنظمة الغذائية المختلفة على الصحة الجينية على المدى الطويل.