تقلل البطاطس من خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة

وجدت دراسة حديثة نشرت في مجلة التغذية أن استهلاك البطاطس يقلل بشكل متواضع من خطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب وأمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين.

تعد البطاطس عنصرًا أساسيًا في العديد من الأنظمة الغذائية التقليدية، ونتيجة لذلك، فهي واحدة من أكثر الخضروات استهلاكًا في العالم. البطاطس غنية بالبوتاسيوم وفيتامين C والألياف الغذائية والعديد من المركبات النشطة بيولوجيًا، وكلها عناصر غذائية مهمة تفيد صحة القلب والأوعية الدموية.

على الرغم من احتوائها على هذه المواد المفيدة، لا تعتبر البطاطس بشكل عام من الخضروات الموصى بها بسبب محتواها العالي من النشا. في الواقع، يرتبط استهلاك البطاطس بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بسبب ارتفاع مؤشر نسبة السكر في الدم.

تشمل أحدث الإرشادات الغذائية في بلدان الشمال الأوروبي البطاطس في النظام الغذائي العادي؛ ومع ذلك، لم يتم تقديم توصيات كمية محددة بسبب عدم كفاية الأدلة. علاوة على ذلك، فإن الدراسات السابقة التي بحثت الارتباط بين استهلاك البطاطس وخطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية قد أسفرت عن نتائج مختلطة.

تم إجراء الدراسة الأترابية الحالية في ثلاث مقاطعات نرويجية: شمال وجنوب غرب ووسط النرويج.

وشملت الدراسة 77297 شخصًا بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 64 عامًا. تمت دعوة المشاركين في الدراسة للمشاركة في ثلاثة فحوصات للقلب والأوعية الدموية أجريت بين عامي 1974 و1988.

في كل مسح، تم جمع المعلومات الغذائية باستخدام استبيانات شبه كمية بشأن تكرار تناول الطعام واستخدمت لحساب تناول البطاطس الأسبوعي ومتوسط المدخول اليومي. وقام المشاركون أيضًا بجمع بيانات عن حالتهم المدنية وحالتهم الصحية وأسلوب حياتهم، مثل عادات التدخين والنشاط البدني.

تم الحصول على معلومات حول الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، وعلى وجه التحديد من أمراض القلب والأوعية الدموية، من سجل أسباب الوفاة النرويجي باستخدام رقم تعريف شخصي فريد مخصص لجميع المقيمين. تم إجراء التحليلات الإحصائية المناسبة لتحديد العلاقة بين استهلاك البطاطس وخطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب وأمراض القلب والأوعية الدموية.

أظهرت الخصائص الأساسية للمشاركين أن الرجال كانوا أكثر عرضة لاستهلاك البطاطس أكثر من النساء. كان المشاركون في الدراسة الذين يستهلكون كميات كبيرة من البطاطس أكثر عرضة للحصول على تعليم إلزامي فقط، وأن يكونوا مدخنين حاليًا، وأن يمارسوا نشاطًا بدنيًا أكثر، وكانوا أقل عرضة للسمنة أو زيادة الوزن مقارنة بأولئك الذين يستهلكون كميات أقل من البطاطس.

لوحظ أعلى معدل انتشار لمرض السكري بين المشاركين الذين تناولوا كمية منخفضة من البطاطس.

في الاستطلاعين الأول والثالث، تناول حوالي 68% و62% من المشاركين على التوالي ست إلى سبع وجبات من البطاطس كل أسبوع. كان متوسط عدد حبات البطاطس المستهلكة أسبوعيًا عند خط الأساس 13 حبة، حيث استهلك حوالي 90% من المشاركين حبتي بطاطس على الأقل في كل وجبة.

العلاقة بين استهلاك البطاطس والوفيات

خلال متابعة متوسطة مدتها 33.5 سنة، كان هناك 27848 حالة وفاة بين 77297 مشاركًا. ومن بين هذه الوفيات، كان سببها 9072 حالة وفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك 4620 حالة وفاة بسبب أمراض القلب التاجية و3207 حالة وفاة بسبب احتشاء عضلة القلب الحاد.

كان المشاركون الذين تناولوا 14 بطاطس أو أكثر أسبوعيًا أقل عرضة للوفيات الناجمة عن جميع الأسباب مقارنة بأولئك الذين تناولوا ست حبات بطاطس أو أقل في الأسبوع. كان هناك ارتباط عكسي ضعيف بين استهلاك البطاطس وانخفاض خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض القلب التاجية واحتشاء عضلة القلب الحاد.

استنادًا إلى متوسط الاستهلاك اليومي، ارتبطت كل زيادة بمقدار 100 جرام يوميًا في استهلاك البطاطس بانخفاض بنسبة 4% في مخاطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب وأمراض القلب والأوعية الدموية. وظل هذا الارتباط مستقرًا بالنسبة لخطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب بعد التعديل حسب الجنس، ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، وحالة التدخين، ومستوى النشاط البدني.

كان هناك ارتباط عكسي متواضع بين الاستهلاك المعتاد للبطاطس على المدى الطويل وخطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب وأمراض القلب والأوعية الدموية بين البالغين النرويجيين. ومع ذلك، فإن الدراسة الحالية تشمل سكانًا نرويجيين وعينة غذائية تم تحديدها في السبعينيات والثمانينيات، مما قد يحد من إمكانية تعميم النتائج على السكان الذين لديهم عادات غذائية وعوامل ثقافية أخرى.

على الرغم من أن استبيانات تكرار تناول الطعام المستخدمة في الدراسة الحالية لم تسأل عن استهلاك منتجات البطاطس المصنعة بخلاف رقائق البطاطس، ولم تتضمن استهلاك البطاطس كجزء من الوجبات، إلا أن مسوحات استهلاك الغذاء في النرويج من سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين تبين أن 80% من وجبات الغداء كانت تقدم مع البطاطس المسلوقة. تعتبر البطاطا المسلوقة مصدراً عالي الجودة للكربوهيدرات ذات مؤشر نسبة السكر في الدم أقل.

الدراسات السابقة التي أبلغت عن وجود تأثير سلبي أو محايد لاستهلاك البطاطس على خطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، غالبًا ما قامت بتجميع منتجات البطاطس المصنعة مع البطاطس الكاملة. ومن المهم ملاحظة أن طرق الطهي المحددة تؤثر على المظهر الغذائي للبطاطس.