مبادئ التغذية: التوازن الحمضي القاعدي

من الطفولة المبكرة إلى الشيخوخة، علينا اتخاذ خيارات. قد تكون هذه الخيارات عفوية، أو لاواعية، أو مدروسة ومتوازنة. على أي حال، تعتمد حياتنا بشكل مباشر على ما نختاره من طعام. هل سيكون هذا الاختيار لمصلحة الصحة أم لضررها؟

عندما يكون جسم الإنسان في حالة توازن جسدي وعقلي وروحي، يسهل عليه الاختيار. فالسلسلة اليومية من القرارات الصائبة والمستمرة تؤدي إلى نمط حياة صحي.

الغذاء مصدر الطاقة الذي يستمد منه الجسم قوته يوميًا لبناء خلايا جديدة، وإشباع الجوع، وضمان حسن سير عمل جميع أعضاء وأنظمة الإنسان. وبالتالي، يُعد الغذاء الأساس الذي نبني عليه حياة صحية وطويلة. ويعتمد مدى قوته علينا وحدنا. لا شك أن الإنسان هو أعقد الكائنات الحية على وجه الأرض. بداخلنا مصنع متكامل. السؤال الوحيد هو: هل نوفر مواد خام عالية الجودة لبنائنا؟

تخيل أنك لم تتناول فطورك، بالطبع، في عجلة العمل الصباحية، من منا لا يتناوله؟ تناولت وجبة خفيفة على الغداء، بطريقة أو بأخرى، دون أن ترفع نظرك عن شاشة الكمبيوتر، وفي العشاء أشبعت جوعك طوال اليوم، وليس بطعام صحي. وأي نوع من مواد البناء غذّت جسمك؟ لا شيء!

لا يمكن لجسم الإنسان أن يتوقف وينتظر وصول المواد الخام عالية الجودة؛ بل يجب أن تتم جميع العمليات باستمرار، مما يعني أنه سيضطر إلى العمل بما لديه. وليس عبثًا القول: "أنت ما تأكله". فصحتنا الجسدية والنفسية مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بجودة الطعام الذي نستهلكه.

ولتحقيق ذلك، يجب أن يكون الطعام سهل الهضم، ومغذيًا، ومألوفًا ولكن متنوعًا، وله طعم جيد، ويتوافق مع إنفاق الجسم للطاقة، ويخلق شعورًا بالشبع بكميات صغيرة.

عندما ينقص شيء ما في الجسم، نشعر بالتعب والإرهاق. هذه أول علامة على اختلال التوازن، أو بعبارة أخرى، المرض.

ماذا نعرف عن مفهوم "توازن الحمض والقاعدة"؟ ربما يتبادر إلى ذهن الكثيرين إعلان العلكة الشهير. لكن في الواقع، كان مفهوم توازن الحمض والقاعدة في الجسم محل اهتمام منذ القدم.

حاول الحكماء موازنة أنظمتهم الغذائية. على سبيل المثال، قسّم اليوغيون الطعام إلى قلوي وحامضي.

ما هي الأطعمة القلوية؟ الجبن القريش الطازج، الحليب، البروكلي، الجزر، الأفوكادو، الذرة، الموز، السبانخ، الخس، الباذنجان، اليقطين، الشمندر، البطاطس، الكوسا، التوت، البطيخ، المانجو، خبز الحبوب السوداء.

تشمل الأطعمة الحامضة المخبوزات والمكسرات والزيوت النباتية، بالإضافة إلى التوت الحامض والطماطم والثوم والبصل والحماض والبقوليات، ومنتجات الشوكولاتة والجبن والفطر والعصائر الطبيعية.

إنها أطعمة حمضية تُسبب انسدادًا في الجسم، وتعسر هضمها، وعندما تصل إلى المعدة، تتحلل إلى عناصر كيميائية وتُحمض الجسم. وهذا يُهدد باضطراب عملية الأيض في الجسم، وتعطيل تجديد الخلايا، مما يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة.

كما أن المصادر الخارجية لها تأثير كبير على مستوى الحموضة: التمارين الرياضية الشاقة، والتدخين، والمخدرات، والأدوية، والسموم من الشامبو، ومنتجات العناية بالبشرة، وما إلى ذلك، والإجهاد، وهو السبب الرئيسي للحموضة، وبالتالي الأمراض في أجسامنا. 70٪ قلوي و 30٪ حمض - هذا التوازن مثالي.

كل إنسان يصنع حياته بنفسه، فلا تنسَ ذلك! اتخذ قرارًا لصالحك ولصالح جسدك، فلا تُلوّثه بأطعمة ثقيلة وغير ضرورية.

من خلال اختيار الغذاء الصحي المناسب، فإننا نوفر لجسمنا جميع العناصر الدقيقة والكبيرة الضرورية.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]