الاحتباس الحراري يقترب من عتبة 1.5 درجة مئوية، مما يزيد من المخاطر الصحية في جميع أنحاء العالم

دراسة تسلط الضوء على تأثير تغير المناخ على الصحة وزيادة المخاطر على البشرية

منذ عام 2023، وصلت درجات الحرارة العالمية إلى مستويات قياسية، مما أدى إلى أزمات مناخية تهدد حياة البشر وتفرض ضغوطًا هائلة على أنظمة الصحة العالمية.

أهداف اتفاقية باريس

هدفت اتفاقية باريس لعام ٢٠١٥ إلى حماية العالم من الآثار الوخيمة للاحتباس الحراري السريع، وذلك بالحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى ١.٥ درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. ومع ذلك، في عام ٢٠٢٣، وصلت درجة حرارة سطح الأرض إلى ١.٤٥ درجة مئوية فوق خط الأساس هذا. وقد تناولت دراسة حديثة نُشرت في مجلة ذا لانسيت آثار هذا الاحتباس الحراري.

الصحة والمناخ

في أحدث سنة بيانات، أظهرت 10 من أصل 15 مؤشرًا صحيًا متعلقًا بالمناخ تغيرات قياسية. على سبيل المثال، ارتفعت الوفيات المرتبطة بالحرارة بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا بنسبة 167% مقارنةً بمستويات عام 1990، وهي نسبة أعلى بكثير من الزيادة المتوقعة البالغة 65% دون احتساب الاحتباس الحراري.

زاد التعرض للحرارة من خطر الإجهاد الحراري بنسبة 27.7% مقارنةً بتسعينيات القرن الماضي، وزادت قلة النوم المرتبطة بالحرارة بنسبة 6% مقارنةً بالفترة المرجعية بين عامي 1986 و2005. وأثرت الظواهر الجوية المتطرفة، مثل هطول أمطار غزيرة وفيضانات قياسية، على 61% من مساحة الأرض، بينما أثر الجفاف الذي استمر شهرًا أو أكثر على 48% من السكان.

العواقب الاقتصادية

ارتفعت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تغير المناخ بنسبة 23% في الفترة من 2013 إلى 2023. وفي البلدان الغنية، تم تغطية حوالي 61% من هذه الخسائر بالتأمين، بينما في البلدان المنخفضة الدخل، ظلت معظم الأضرار غير مغطاة.

بلغت ساعات العمل المفقودة بسبب تأثيرات المناخ رقمًا قياسيًا بلغ 512 مليار ساعة في عام 2023، أي ما يعادل 835 مليار دولار. وتمثل هذه الخسارة 7.6% و4.4% من الناتج المحلي الإجمالي في البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل على التوالي.

التقدم في الرعاية الصحية

رغم هدف اتفاقية باريس، بلغت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري مستويات قياسية في عام ٢٠٢٣ بدلاً من أن تنخفض. ومن المتوقع أن تتجاوز الانبعاثات الأهداف بنسبة ١٨٩٪ بحلول عام ٢٠٤٠.

لا يزال إنتاج الطاقة المستدامة غير كافٍ: فهو لا يلبي سوى 2.3% من احتياجات الطاقة في أفقر البلدان، مقارنةً بـ 11.6% في البلدان الغنية. في المناطق الفقيرة، يُلبّى 92% من احتياجات الطاقة عن طريق حرق الكتلة الحيوية.

خاتمة

بناءً على ما سبق، يجب على العاملين في مجال الصحة التعاون بفعالية مع صانعي القرار على جميع المستويات لتوجيه السياسات بعيدًا عن الإجراءات الضارة، ونحو تلك التي تدعم الصحة والاستدامة. لقد حان الوقت لدمج الصحة في العمل المناخي ومعالجة الآثار الصحية لتغير المناخ.