يمكن أن تؤدي العدسات اللاصقة إلى فقدان البصر

البصر من أهم حواس الإنسان. نرى العالم من حولنا، ومن الجيد أن نراه بوضوح، ونلاحظ جميع ألوانه وتفاصيله. ومع ذلك، قد يتلاشى كل هذا الجمال المحيط بنا في لحظة إذا لم نعتنِ ببصرنا ونتعامل معه بإهمال.

إذا كانت هناك مشاكل في الرؤية، يختار الناس الوسائل التي تُساعد على تصحيحها. عادةً ما تكون هذه النظارات أو العدسات اللاصقة. لكل شخص تفضيلاته الشخصية، مع مراعاة الفروق الدقيقة المختلفة: فبعضهم يُفضل النظارات ذات الإطار الجميل، والتي تُعتبر، بالإضافة إلى وظيفتها الرئيسية، إكسسوارًا أنيقًا. ومنهم من يُفضل عدم إثقال نفسه بارتداء النظارات أو ببساطة يُريد إخفاء مشاكل الرؤية، فالعدسات اللاصقة تُناسبهم.

لكن العلماء يحذرون من المخاطر التي قد تشكلها هذه العدسات الصغيرة والمريحة.

يتعرض ملايين الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة للخطر كل يوم.

العامل المسبب لمرض خطير يسمى التهاب القرنية الأميبي هو الكائن وحيد الخلية المسمى أكانثاميبا، والذي تم العثور عليه في مياه الصنبور وحمامات السباحة والاستحمام وحتى الغبار.

يوجد 3.7 مليون شخص يرتدون العدسات اللاصقة في المملكة المتحدة. ويُعدّ عدد من يُصابون بهذه العدوى قليلًا نسبيًا، لكن الخبراء يُحذّرون من أن علاج هذه الحالة قد يكون مُستهلكًا للوقت وصعبًا.

تطور المرض مؤلم للغاية، وقد يؤدي في النهاية إلى العمى. في المرحلة الأولية، يُوصف للمرضى قطرات، ولكن في أسوأ الحالات، قد يضطرون إلى إجراء عملية زرع قرنية.

قدّم الخبراء نتائج التقرير في مهرجان العلوم البريطاني بأبردين: "عندما تلامس بكتيريا الأكانثاميبا العينين، تمر مسببات الأمراض عبر القرنية والطبقة الخارجية من مقلة العين. ويعاني الشخص من إفرازات دمعية غزيرة، وحكة وألم شديدين، بالإضافة إلى حساسية للضوء".

وقالت الدكتورة فيونا هنريكيس، من جامعة غرب اسكتلندا: "قد يشكل هذا مشكلة لأي شخص يرتدي العدسات اللاصقة، وخاصة أولئك الذين لا يتبعون تعليمات العناية".

خلال الدراسة، فحص العلماء 153 حاوية لتخزين العدسات اللاصقة لمالكين غير مصابين بهذا الممرض الخطير. واتضح أن 65.9% من الحاويات ملوثة بالأكانثاميبا، و30% أخرى بأنواع أخرى من الأميبا المسببة للأمراض. ولم تقتصر البكتيريا على الحاويات التي يرتدي أصحابها العدسات يوميًا. يقول غراهام ستيفنسون، أحد موظفي صالون البصريات: "غالبًا ما يشطف من يرتدون العدسات اللاصقة عدساتهم تحت الماء الجاري، حيث تعيش البكتيريا الخطيرة. بالإضافة إلى ذلك، لا يخلع الناس عدساتهم أثناء زيارة حمام السباحة أو الاستحمام. وهذا يزيد فقط من خطر الإصابة بمسببات الأمراض". وأضافت تارا بيتي، الباحثة من جامعة ستراثكلايد: "يستخدم ملايين الأشخاص العدسات اللاصقة - فهي مريحة وعملية. لا نريد تخويفهم أو إجبارهم على التخلي عنها تمامًا. مهمتنا هي تحذيرهم ونصحهم باتباع قواعد السلامة والحذر".

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]