تتلاعب البكتيريا المسببة لالتهاب اللثة بجهازنا المناعي

في دراسة جديدة نشرت في مجلة علم الأحياء الكريات البيض، اكتشف العلماء أن بكتيريا Porphyromonas gingivalis، التي تسبب مجموعة واسعة من أمراض الفم من تسوس الأسنان إلى التهاب دواعم السن، يمكن أن تتلاعب بالجهاز المناعي في الجسم، وإيقاف الدفاعات الطبيعية التي يمكن أن تدمرها.

على وجه الخصوص، وجد الخبراء أن البكتيريا المسببة للأمراض "بورفيروموناس لثوية" تُحفّز إنتاج جزيئات الإنترلوكين-10 المضادة للالتهابات، والتي لديها القدرة على تثبيط الحمى. هذه العملية، بدورها، تُثبّط وظيفة الخلايا التائية، وهي المُنظّمات المركزية للاستجابة المناعية، والتي تتحكم في مدة وقوة الاستجابة المناعية.

قالت الدكتورة جانيت كاتز، رئيسة قسم طب أسنان الأطفال في جامعة ألاباما في برمنغهام، والباحثة الرئيسية في الدراسة: "يعاني أكثر من 50% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية فوق سن الخمسين من التهابات الفم. نأمل أن تُسهم نتائجنا في تطوير علاجات جديدة للأمراض المزمنة التي تُسببها بكتيريا بورفيروموناس جينجيفاليس".

لإجراء التجربة، استخدم العلماء خلايا من فئران تعرضت لبكتيريا بورفيروموناس اللثوية. عولجت بعض الخلايا بأجسام مضادة مثبطة للإنترلوكين-10، بينما تُركت أخرى دون حماية. ثم فُحصت جميع الخلايا لإنتاج الإنترفيرون-غاما، وهو بروتين تفرزه خلايا الجسم استجابةً لفيروس. لوحظت زيادة في إنتاج الإنترفيرون-غاما في الخلايا المعالجة، ولكن ليس في الخلايا غير المعالجة.

وتشير النتائج إلى أن الضرر الذي تسببه بكتيريا Porphyromonas gingivalis يحدث عندما تواجه الخلايا المناعية للمضيف العامل الممرض لأول مرة، مما يجعل من المهم أن يبدأ العلاج في أقرب وقت ممكن.

كشفت هذه الدراسة عن الآلية التي تسبب بها بكتيريا Porphyromonas gingivalis عدوى مزمنة في شكل مرض اللثة، كما توفر تجربة العلماء أيضًا نظرة ثاقبة حول كيفية تطور المرض.

يُعلّق الباحثون قائلاً: "يُعدّ علاج أمراض اللثة والالتهابات المُسبّبة لها صعبًا للغاية. وما زال سبب صعوبة القضاء على هذه الالتهابات غامضًا. تُشير الدراسة الجديدة إلى أن هذه البكتيريا لا تُفلِت من دفاعات أجسامنا فحسب، بل تتلاعب بجهازنا المناعيّ لضمان بقائها على قيد الحياة".

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]