كيف تؤثر طفرات الدوبامين على الدماغ؟

تؤثر طفرات الدوبامين على سلوك الكائنات الحية، مما يؤدي إلى توسيع تنوعها وجعلها أكثر اعتيادية.

يفكر البالغ ويخطط لمعظم أفعاله مُسبقًا: فهو يعرف ما يريده وما يطلبه الآخرون منه، ويضع خطة لخطواته التالية. ينطبق هذا على حل المسائل الرياضية المعقدة وعلى مسألة شراء طعام العشاء. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تكون الأفعال بمثابة رد فعل على شيء ما: على سبيل المثال، الجو بارد في الخارج - يرتدي شخص ما سترة، أو يغلي الماء في قدر - يُخفّض الحرارة أو يُطفئ الموقد.

مع ذلك، بالإضافة إلى ما سبق، غالبًا ما تحدث أفعال عفوية: طالب يمضغ قلمًا أثناء حل ورقة الاختبار، طالب ينقر بأصابعه على سطح الطاولة وهو يفكر في إجابة، مشاهد يقبض قبضتيه أو أسنانه أثناء مشاهدة فيلم، وهكذا. هذه العفوية شائعة كالمواقف المخطط لها. بعض السلوكيات العفوية تتكرر وتصبح عادات مع مرور الوقت.

لقد ثبت منذ زمن طويل أن العادات تتشكل بتأثير مراكز معينة في الجهاز العصبي، وتحديدًا الجزء الظهراني الجانبي من الجسم المخطط، الذي تنشط خلاياه العصبية عند الحاجة إلى تحسين أو تعديل تسلسل الأفعال التي تبدأ في التحول إلى عادة. وتدعم اللوزة الدماغية وجزؤها الجانبي العلوي هذه العمليات. وتستخدم مراكز آلية التعزيز الدوبامين كوسيط. وقد قرر العلماء مؤخرًا دراسة ما إذا كان للدوبامين وظائف أخرى في تنظيم الأفعال العفوية.

أُجريت التجربة على قوارض تتجول بلا هدف في غرفة مظلمة. صُنع بروتين في أدمغة القوارض، وكان يتوهج عند إمدادها بالدوبامين: والتقط جهاز ألياف بصرية مدمج الضوء. وسُجلت جميع أنشطة الفئران بكاميرا فيديو.

كانت مستويات الدوبامين لدى القوارض تتغير باستمرار وبشدة متفاوتة. عند ارتفاع طفيف في المستوى، قفزت الجرذان قليلاً، لكنها ظلت هادئة بشكل عام. عند ارتفاع قوي في الدوبامين، غيّرت القوارض سلوكها بشكل جذري: أصبح عفويًا ومتنوعًا. كانت الجرذان تقف على أقدامها، وتدور رؤوسها، وتتحرك بشكل عشوائي، وما إلى ذلك. ومن المثير للاهتمام أن هذه الحركات العفوية تكررت لعدة دقائق بعد انتهاء الارتفاع المفاجئ. وهكذا، حفزت زيادة الدوبامين الحيوان على القيام بأفعال عشوائية، وبعد ذلك تصرف بطريقة متماسكة، كما لو كان يكتسب عادة. باستخدام القوارض كمثال، أمكن توضيح كيفية انعكاس تأثير الدوبامين على مستوى الخلايا العصبية والدوائر العصبية في السلوك.

اتضح أن الدوبامين يغير السلوك تجاه التنوع التلقائي، ويصلح في الوقت نفسه عناصر فردية من هذا التنوع من خلال العمل في اتجاهات مختلفة.

وقد نشرت النتائج على صفحات مجلة نيتشر.