دراسة جديدة تكشف أن الحساسية مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الرئة

هل يمكن أن تحميك حساسيتك؟ وجدت هذه الدراسة الموسعة رابطًا مفاجئًا بين أنواع الحساسية الشائعة وانخفاض خطر الإصابة بسرطان الرئة، وخاصةً لدى الرجال والمصابين بالتهاب الأنف التحسسي.

وفي دراسة حديثة نشرت في مجلة Frontiers in Medicine ، قام الباحثون بفحص العلاقة بين الأمراض التحسسية وخطر الإصابة بسرطان الرئة.

تُعتبر الحساسية والسرطان من المشكلات الصحية العامة المهمة بشكل متزايد في كل من الدول النامية والمتقدمة. يُعد سرطان الرئة من أكثر أنواع السرطان شيوعًا حول العالم، حيث سُجِّلت حوالي 2.26 مليون حالة في عام 2019. وقد ارتفع عدد حالات الإصابة والوفيات بسرطان الرئة بنسبة 26% و20% على التوالي بين عامي 2010 و2019. وفي الوقت نفسه، ارتفع عدد سنوات العمر المعدلة باحتساب مدد العجز (DALYs) المرتبطة بسرطان الرئة بنسبة 16%.

العلاقة بين الأمراض التحسسية وخطر الإصابة بسرطان الرئة

يختلف ارتباط أمراض الحساسية بخطر الإصابة بسرطان الرئة باختلاف نوع الحساسية. على سبيل المثال، يرتبط الربو بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة، بينما قد يُقلل التهاب الأنف التحسسي أو الأكزيما من هذا الخطر. مع أن الربو مرض تحسسي، فقد استُبعد عمدًا من هذا التحليل التلوي لضمان التجانس المنهجي ومنع التحيز، إذ من المعروف أنه يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.

إحدى الفرضيات هي أن الحساسية قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة من خلال تعزيز المراقبة المناعية بوساطة الغلوبولين المناعي E (IgE)، مما قد يساعد في تدمير الخلايا الخبيثة في مراحلها المبكرة. في المقابل، تشير فرضية أخرى إلى أن التحفيز المناعي المزمن قد يؤدي إلى طفرات عشوائية في الخلايا سريعة الانقسام، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

يشير المؤلفون أيضًا إلى أن ردود الفعل التحسسية قد تلعب دورًا مزدوجًا: فهي ضارة في المواقع الأولية للالتهاب، ولكنها قد تكون وقائية في المواقع البعيدة. تقترح الفرضية التكاملية أن التفاعل بين المراقبة المناعية والالتهاب المزمن والتحيز المناعي يكمن وراء العلاقة بين الحساسية والسرطان. تقدم هذه الفرضيات رؤى مختلفة حول العلاقة المعقدة بين الحساسية والسرطان. على الرغم من الاهتمام المتزايد، لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين والجدل حول الارتباطات المحددة بين الحساسية المفرطة والأكزيما وخطر الإصابة بسرطان الرئة.

البحث والنتائج

في هذه الدراسة، أجرى الباحثون تحليلًا تلويًا للارتباطات بين الحساسية المفرطة والإكزيما وخطر الإصابة بسرطان الرئة. أولًا، أُجري بحث منهجي في الأدبيات العلمية في قواعد بيانات Web of Science وEmbase ومكتبة Cochrane وPubMed لتحديد الدراسات ذات الصلة. وشمل التحليل التلوي دراسات الحالات والشواهد أو دراسات الأتراب التي تُقيّم العلاقة بين الأمراض التحسسية وخطر الإصابة بسرطان الرئة.

تم استخلاص البيانات ذات الصلة، بما في ذلك تصميم الدراسة، والمنطقة الجغرافية، وخصائص المشاركين، ونتائجها، من المنشورات المختارة. واستُخدم مقياس نيوكاسل-أوتاوا لتقييم جودة الدراسات، وصُنفت الدراسات على أنها منخفضة، أو متوسطة، أو عالية الجودة.

أظهر التحليل أن الأمراض التحسسية ترتبط عكسيًا بخطر الإصابة بسرطان الرئة. ورغم التباين الكبير بين الدراسات، أظهرت التحليلات الحساسة عدم تأثير أي دراسة بشكل ملحوظ على حجم التأثير الإجمالي، مما يدعم متانة النتائج.

شمل التحليل التلوي عشر دراسات: ثماني دراسات حالة وشاهد، ودراستان جماعيتان، شملت أكثر من 3.8 مليون مشارك. تراوحت أحجام العينات بين 302 و1.74 مليون شخص. شُخِّصت حالات التهاب الجلد التحسسي والأكزيما عن طريق قياس مستويات الغلوبولين المناعي هـ في المصل أو الاستبيانات. شُخِّص سرطان الرئة عن طريق علم الأنسجة أو باستخدام رموز التصنيف الدولي للأمراض (ICD-9) أو (ICD-10).

صُنِّفت ثلاث دراسات بأنها متوسطة الجودة، وسبع دراسات بأنها عالية الجودة. وخلص التحليل التلوي إلى أن الأمراض التحسسية ترتبط عكسياً بخطر الإصابة بسرطان الرئة.

النتائج الرئيسية

• ارتبط التهاب الأنف التحسسي بانخفاض بنسبة 26% في احتمالات الإصابة بسرطان الرئة (OR 0.74؛ 95% CI: 0.64–0.86).
• ولم يظهر الإكزيما ارتباطًا مهمًا إحصائيًا (OR 0.73؛ 95% CI: 0.51–1.06).
• ارتبطت الأمراض التحسسية لدى الرجال بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 44%، ولدى النساء بانخفاض قدره 29%.
• توصلت سبع دراسات أجريت في الأمريكتين إلى وجود ارتباط سلبي بين AR وخطر الإصابة بسرطان الرئة، ولكن الإكزيما لم تظهر ارتباطًا مهمًا.

خاتمة

وجدت دراسة تحليلية أن الأشخاص الذين يعانون من الحساسية كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان الرئة بنسبة الربع مقارنةً بمن لا يعانون منه. وكان الارتباط قويًا بشكل خاص لدى الرجال والسكان الأمريكيين. على الرغم من أن الإكزيما لم ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بشكل عام، إلا أنه لوحظ ارتباط سلبي لدى الرجال.

تشمل قيود الدراسة أحجام العينات الصغيرة في بعض الدراسات، وقابلية التطبيق المحدودة للنتائج بسبب هيمنة المشاركين الأمريكيين، والتحيز المحتمل المرتبط باستخدام التشخيصات المبلغ عنها ذاتيًا.