تؤدي زيادة الوزن في سن المراهقة إلى زيادة خطر إصابة النساء بالسكتة الدماغية في سن 55 عامًا

وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Stroke ، فإن النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة في سن 14 أو 31 عامًا كان لديهن خطر متزايد للإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية قبل سن 55 عامًا. تحدث السكتة الدماغية الإقفارية عندما يتم انسداد أحد الأوعية التي تغذي الدماغ بالدم وهي النوع الأكثر شيوعًا من السكتة الدماغية، حيث تمثل حوالي 87٪ من جميع الحالات.

وجدت دراسة فنلندية أن النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن في سن الرابعة عشرة لديهن خطر متزايد للإصابة بالسكتة الدماغية، حتى لو فقدن بعض الوزن في سن الحادية والثلاثين. كما أن النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن في سن الحادية والثلاثين لديهن خطر متزايد للإصابة بالسكتة الدماغية، حتى لو كنّ يتمتعن بوزن طبيعي في سن الرابعة عشرة. ولم يُلاحظ وجود زيادة في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية لدى الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن في سن الرابعة عشرة أو الحادية والثلاثين. ومع ذلك، كان الرجال الذين يعانون من السمنة في سن الحادية والثلاثين أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية النزفية مقارنةً بالنساء اللاتي يعانين من السمنة في سن الحادية والثلاثين.

قالت أورسولا ميكولا، المؤلفة الرئيسية للدراسة والباحثة في جامعة أولو في فنلندا: "تشير نتائجنا إلى أن زيادة الوزن قد تُسبب عواقب صحية طويلة المدى، حتى لو كانت مؤقتة". وأضافت: "ينبغي على أخصائيي الرعاية الصحية الاهتمام بزيادة الوزن والسمنة لدى الشباب ومساعدتهم على تطوير عادات غذائية ونشاط بدني صحية. مع ذلك، ينبغي إجراء حوارات مع المراهقين والشباب حول الوزن دون إصدار أحكام أو وصمة عار".

لتحليل العلاقة بين الوزن في مختلف الأعمار وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية حتى سن 55، استخدم الباحثون بيانات طويلة الأجل من المشاركين في مجموعة مواليد شمال فنلندا عام 1966. في عام 1966، تم تضمين أكثر من 12 ألف امرأة حامل من مقاطعتين في شمال فنلندا في الدراسة، وتم متابعة أكثر من 10 آلاف من أطفالهن، الذين بلغوا الآن سن الخمسين.

استخدم الباحثون مؤشر كتلة الجسم (BMI) لفحص ما إذا كان الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في سن 14 أو 31 عامًا معرضين لخطر الإصابة بسكتة دماغية مبكرة بشكل مختلف مقارنةً بمن لم يكونوا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في تلك الأعمار. وقد عانى حوالي واحد من كل 20 مشاركًا من سكتة دماغية إقفارية أو نوبة إقفارية عابرة (TIA، أو سكتة دماغية صغيرة) على مدى متابعة متوسطة امتدت لما يقرب من 39 عامًا بعد تقييم سن 14 عامًا وما يقرب من 23 عامًا بعد تقييم سن 31 عامًا. وقد أُنجز التحليل في عام 2020.

تأثير الوزن الزائد على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

• كانت النساء اللاتي يعانين من السمنة في سن الرابعة عشرة أكثر عرضة بنسبة 87% للإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية المبكرة أو السكتة الدماغية المصغرة، في حين كانت النساء اللاتي يعانين من السمنة في سن الحادية والثلاثين أكثر عرضة بنسبة 167% للإصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بأولئك اللاتي يتمتعن بوزن طبيعي.
• كانت النساء البدينات في سن 31 عامًا أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية النزفية بنحو 3.5 مرة، وكان الرجال البدينون في سن 31 عامًا أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية النزفية بنحو 5.5 مرة.
• ولم تؤثر قياسات مؤشر كتلة الجسم في مرحلة الطفولة المبكرة أو في مرحلة البلوغ المتأخرة على النتائج.

وأضاف ميكولا: "إن اتباع نمط حياة صحي (تناول الطعام الصحي، وعدم التدخين، والحصول على قسط كافٍ من النوم، والتحكم في ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول والجلوكوز في الدم، وتجنب الإفراط في استهلاك الكحول، وممارسة النشاط البدني) يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، حتى لو كنت تعاني من زيادة الوزن عندما كنت أصغر سناً".

لهذه الدراسة قيود، لأنها تحليل بيانات طبية (دراسة رصدية)، ولا يمكنها إثبات وجود علاقة سببية بين الوزن وخطر الإصابة بسكتة دماغية مبكرة. جميع المشاركين وُلدوا في فنلندا، لذا قد لا تنطبق النتائج على أشخاص من دول أخرى.

قال ميكولا: "السكتة الدماغية في سن مبكرة نادرة، لذا فإن اختلاف عدد قليل من الحالات قد يُحدث فرقًا كبيرًا في تقديرات المخاطر". وأضاف: "كما أن مؤشر كتلة الجسم يعتمد فقط على طول الشخص ووزنه. لذا، قد يكون ارتفاع مؤشر كتلة الجسم طريقة مضللة لتعريف السمنة، خاصةً لدى الأشخاص ذوي العضلات القوية الذين قد تكون نسبة الدهون في أجسامهم قليلة رغم زيادة وزنهم".

ويواصل الباحثون استكشاف الأسباب المحتملة لعدم وجود ارتباط بين زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية لدى الرجال وعوامل الخطر الأخرى بمزيد من التفصيل.