تعتزم اليابان إنشاء بنك للخلايا الجذعية

إن التقدم في مجال العلاج بالخلايا الجذعية بطيء بشكل مخيب للآمال، فبالإضافة إلى المشاكل العلمية البحتة، فإن الأبحاث تعوقها ما يسمى بالحواجز الأخلاقية والقانونية، مما يجعل المستثمرين مترددين في وضع أموالهم على الطاولة.

من المقرر أن يُطلق شينيا ياماناكا، رائد الخلايا الجذعية في جامعة كيوتو باليابان، هذا المجال بإنشاء بنك للخلايا الجذعية للاستخدام العلاجي. سيخزن البنك عشرات من سلالات الخلايا الجذعية متعددة القدرات المُستحثة، مما يضع اليابان في طليعة البحث الطبي الحيوي لأول مرة.

وقد تلقى حلم السيد ياماناكا الطويل الأمد، وهو مشروع مخزون الخلايا الجذعية متعددة القدرات، دفعة جديدة في شهر يوليو/تموز عندما أعطت وزارة الصحة المحلية الإذن لإنشاء خطوط خلايا من عينات دم الحبل السري للجنين، والتي يتم تخزينها بكثرة في جميع أنحاء البلاد.

كان السيد ياماناكا أول من أثبت عام ٢٠٠٦ إمكانية تحويل خلايا جلد الفئران الناضجة إلى خلايا جذعية، قادرة على تكوين جميع أنسجة الجسم. وفي عام ٢٠٠٧، كرر التجربة على الخلايا البشرية، مما أثار الآمال في تجاوز "الإشكاليات الأخلاقية" المرتبطة بالخلايا الجذعية المشتقة من الأجنة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخلاص الخلايا الجذعية متعددة القدرات من خلايا المريض نفسه، مما يجنب رفضها من قبل الجهاز المناعي.

منذ ذلك الحين، أُطلقت ثمانية مشاريع طويلة الأمد في اليابان لنقل علاجات الخلايا الجذعية متعددة القدرات (iPS) إلى المستشفيات العادية، خارج المختبرات. يسعى أحد هذه المشاريع، بقيادة السيد ياماناكا، إلى إيجاد علاج لمرض باركنسون بتكلفة 2.5 مليون دولار سنويًا. ووفقًا لهذا العالم، لا تزال التجارب السريرية على بُعد ثلاث سنوات على الأقل. ولكن من المقرر إجراء تجارب على استعادة شبكية العين باستخدام الخلايا الجذعية متعددة القدرات (iPS) في عام 2013 في مركز ريكين لعلم الأحياء التنموي.

لن يحتاج المشروع إلى خلايا من بنك السيد ياماناكا. ولكن بمجرد نجاح هذه التجارب أو غيرها، سيرتفع الطلب على الخلايا بشكل كبير، وقد يستغرق الحصول على خلايا iPS واختبار توافقها مع جسم مريض معين ستة أشهر (لكل سلالة خلوية) ويتكلف عشرات الآلاف من الدولارات.

لهذا السبب، يخطط شينيا ياماناكا لإنشاء مخزون دائم من 75 سلالة خلوية بحلول عام 2020، يغطي 80% من سكان اليابان. وهذا يعني إيجاد متبرعين يحملون نسختين متطابقتين من كل جين من الجينات الرئيسية الثلاثة التي تُشفّر البروتينات المرتبطة بالمناعة الموجودة على سطح الخلايا، والتي تُسمى مستضدات الكريات البيضاء البشرية (HLA). ويقدر أنه سيحتاج إلى فحص عينات من 64 ألف شخص على الأقل.

إن استخدام مجموعة ثمانية بنوك دم الحبل السري اليابانية من شأنه أن يُسهّل المهمة بشكل كبير. تحتوي هذه البنوك على حوالي 29,000 عينة بخصائص مستضدات الكريات البيضاء البشرية (HLA)، ويجري السيد ياماناكا حاليًا محادثات بهذا الشأن. ويبقى السؤال: هل ينبغي للبنوك طلب موافقة المتبرعين، الذين يتبرع معظمهم بالدم لعلاج ودراسة سرطان الدم؟

في الطابق الثاني من مركز أبحاث الخلايا الجذعية متعددة القدرات بجامعة كيوتو، قام السيد ياماناكا بتركيب المعدات، وهو الآن بانتظار موافقة الإدارة. ومن المتوقع وصول الدفعة الأولى من العينات، المناسبة لـ 8% من سكان اليابان، في مارس/آذار.

يتمتع المشروع بفرصة نجاح كبيرة أيضًا لأن التنوع الجيني في اليابان محدود نسبيًا، بينما في دول أخرى، يجب أن تكون هذه البنوك أكبر حجمًا وأكثر تكلفة. لهذا السبب، تُنشأ هذه المجموعات هناك في المقام الأول لأغراض البحث، وليس للعلاج. على سبيل المثال، خطط معهد كاليفورنيا للطب التجديدي (الولايات المتحدة الأمريكية) لإنشاء بنك يضم حوالي ثلاثة آلاف سلالة خلوية ستكون متاحة للأبحاث فقط.