دراسة جينية واسعة النطاق تكشف عن 14 جيناً مرتبطاً بالعصابية

العصابية سمة شخصية أساسية، تصفها النظريات النفسية الراسخة، وترتبط بعدم الاستقرار العاطفي والميل إلى المشاعر السلبية. وقد أظهرت أبحاث سابقة أن هذه السمة الشخصية غالبًا ما تصاحب مجموعة متنوعة من اضطرابات الصحة النفسية، بالإضافة إلى بعض الحالات الطبية المزمنة والخطيرة.

أتاح التقدم التكنولوجي إمكانيات جديدة لدراسة العوامل الوراثية التي تُسهم في تطور الأمراض والاضطرابات النفسية. كما يُمكن لتقنيات مماثلة أن تُساعد في تسليط الضوء على الجينات التي تزيد من احتمالية ظهور سمات شخصية معينة، بما في ذلك العصاب.

حددت دراسات سابقة أكثر من 100 منطقة في الجينوم البشري مرتبطة بالعصابية. ومع ذلك، لا يزال الكثير من الأمور المتعلقة بوراثة هذه السمة الشخصية غير واضحة.

أجرى باحثون من جامعة فودان في الصين مؤخرًا دراسةً معمقةً للأسس الجينية للعصابية من خلال تحليل بيانات من البنك الحيوي البريطاني، وهو قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على معلومات جينية وصحية جُمعت من آلاف الأشخاص في المملكة المتحدة. وحددت ورقتهم البحثية، المنشورة في مجلة "نيتشر هيومان بيهيفيور" ، 14 جينًا مرتبطًا بالعصابية، 12 منها اكتُشفت لأول مرة.

كتب شينغ-جوي وو وزي-يو لي وزملاؤهما في ورقتهم البحثية: "اقتصرت الدراسات الجينية الحالية للعصابية إلى حد كبير على المتغيرات الشائعة". وأضافوا: "أجرينا تحليلًا واسع النطاق للإكسومات لأشخاص بريطانيين بيض من البنك الحيوي البريطاني، لتحديد دور المتغيرات المشفرة في العصاب. بالنسبة للمتغيرات النادرة، حدد التحليل 14 جينًا مرتبطًا بالعصابية".

"ومن بينها، كانت 12 (PTPRE، وBCL10، وTRIM32، وANKRD12، وADGRB2، وMON2، وHIF1A، وITGB2، وSTK39، وCAPNS2، وOGFOD1، وKDM4B) جديدة، وتم دعم الاثنين المتبقيين (MADD وTRPC4AP) من خلال دراسات سابقة للمتغيرات الشائعة."

يوفر البنك الحيوي البريطاني كميةً هائلةً من البيانات التي يُمكن للباحثين حول العالم تحليلها لدراسة التفاعلات بين مختلف الجينات وأنماط الحياة والظروف الصحية. في دراستهم، حلل وو ولي وزملاؤهما بياناتٍ من 454,787 إكسومًا في البنك الحيوي البريطاني لتحديد الجينات المرتبطة بالعصابية. وحدد تحليلهم 12 جينًا جديدًا مرتبطًا بهذه السمة الشخصية، وأكد ارتباط جينين وُجدا سابقًا في دراسات سابقة بالعصابية.

وكتب مؤلفو الدراسة: "تم تقدير قابلية وراثة المتغيرات المشفرة النادرة بنحو 7.3% للعصابية".

بالنسبة للمتغيرات الشائعة، حددنا 78 ارتباطًا مهمًا يشمل ستة جينات لم تُوصف سابقًا. ثم أثبتنا صحة هذه المتغيرات من خلال تحليل تلوي لبيانات من أربع مجموعات سكانية أخرى من بنك المملكة المتحدة الحيوي وعينة 23andMe. بالإضافة إلى ذلك، كان لهذه المتغيرات تأثيرات واسعة النطاق على الاضطرابات العصبية والنفسية، والقدرة الإدراكية، وبنية الدماغ.

تُسهم النتائج الحديثة التي توصل إليها وو ولي وزملاؤهما في فهمنا للعصابية وأسسها الجينية. وفي المستقبل، قد تُلهم هذه النتائج دراسات جينية جديدة تُركز على العصابية أو سمات شخصية أخرى. وفي نهاية المطاف، قد تُسهم هذه الجهود في تطوير أدوات تشخيصية وعلاجية لعلاج الاضطرابات العصبية والنفسية المرتبطة ببعض سمات الشخصية.

واختتم المؤلفون حديثهم بالقول: "إن نتائجنا تعمل على تعميق فهمنا للبنية الجينية للعصابية وتوفر أهدافًا محتملة للدراسات الميكانيكية المستقبلية".